تقارير

خاص قورينا- الفساد واختلاس أموال ليبية عامة وقيادة عصابة.. ساركوزي المجّرم يقترب من السجن

قورينا

مفكرون فرنسيون: التمويل الليبي لحملة ساركوزي الرئاسية اختراق تاريخي أحدثه القذافي وغير مسبوق في صنع نظام دولة عظمى

 

“الفساد واختلاس أموال ليبية وتلقي تمويلا ليبيا لحملته.. وقيادة عصابة إجرامية للتغطية على أفعاله”، هكذا جاءت العديد من الاتهامات من جانب القضاء الفرنسي  للرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي- مؤخرا والتي تقربه كثيرا إلى ما وراء قضبان السجن.

ويرى متابعون للقضية، التي تفجرت عام 2012، أن ساركوزي اتبع طرقا إجرامية للمداراة على فساده وتلقيه أموالا غير مشروعة، وهى ذات الطريقة التي حكم بها فرنسا، بعد ان استمع إلى الصهيوني برنارد ليفي، ليقود حلف الناتو وباريس عام 2011 لقصف ليبيا ،  وإبعاد النظام الجماهيري المستقر  بسلسلة من أكاذيب وخدع وأعمال إجرامية كما هى طريقته.

 

ورغم أن هناك مناصرين لساركوزى، في الحكم بجوار ماكرون اليوم في مقدمتهم، جان كاستيكس، نائب أمين عام الرئاسة في عهده وهو اليوم رئيس الحكومة الفرنسية، وجيرالد درامانا، الناطق باسمه في حملته الانتخابية الأخيرة، وزيرا للداخلية، وغيرهما. إلا أنهم لم يستطيعوا  منع القضاء الفرنسي، من مواصلة التحرك ضده لإحكام قبضته على هذا المجرم، الذي يحاول طوال 8 سنوات التهرب والخداع من القضايا التي تلاحقه.

وكانت النيابة العامة المالية في فرنسا، وجهت لساركوزي وبعد جلسات استجواب امتدت على أربعة أيام، وزادت على أربعين ساعة، اتهاماً رسمياً صادماً للبعض ومعبرا عن حقيقة ساركوزى بالنسبة للكثيرين.

 

واعتبرت النيابة العامة في فرنسا، أن ساركوزى أسهم في تشكيل عصابة إجرامية في الملف المعروف باسم التمويل الليبي، لحملته الرئاسية لعام 2007 التي أوصلته إلى قصر الإليزيه ، مما جعل يستحضرون تاريخ واصل ساركوزي  من جديد،  المجرية ووصفه بأنه  ليس منتميا لفرنسا في الأصل ولا في التوجه ، وهذا هو الاتهام الرابع في الملف نفسه، منذ شهر مارس من عام 2018، بعدما اتهم ساركوزي بـ “الفساد وباختلاس أموال ليبية عامة، وقبول تمويل غير مشروع من الخارج لحملته الانتخابية التي حملته للرئاسة الفرنسية.

ويكثر الحديث عن جرائم ساركوزى، التي يستوجب  أن يحاكم عنها داخل وخارج فرنسا، ومنها توجيهه لطائرات “رافال” فرنسية، باستهداف القائد الشهيد معمر القذافي أكتوبر 2011 ..

أما ما يركز عليه القضاء الفرنسي حاليا مع ساركوزي، هو الفساد واختلاس أموال ليبية عامة، وكان قد طالب الدكتور سيف الإسلام القذافي، من ساركوزي برد الأموال التي أخذها من طرابلس ، للدولة الليبية.

وقال زياد تقي الدين، إنه نقل بطائرة خاصة، وعلى دفعتين، ملايين الدولارات الليبية، وسلمها إلى كلود غيان، مدير مكتب ساركوزي، حين كان وزيراً للداخلية بين نهاية عام 2006 و2007، أي إبان الحملة الرئاسية. وغيان نفسه الذي أصبح لاحقاً أميناً عاماً للرئاسة، ثم وزيراً للداخلية ملاحق من قبل القضاء الفرنسي بملفات مالية.

وتعود القضية إلى عام 2012، عندما كشفت صحيفة محلية عن وثيقتين تشيران إلى دفعة مالية تقدر بـ 50 مليون يورو (ما يعادل 58,61 مليون دولار)، جاءت من صندوق الاستثمار المالي للنظام الجماهيري، لتمويل الحملة الانتخابية لـ”ساركوزي” عام 2007.

والذي أطلق عليه الاختراق القذافي التاريخي لميراث الثورة الفرنسية، وجمهوريتها السادسة ولفرنسا الدولة النووية والعضو في مجلس الأمن. ما برهن على قدرة وبراعة القذافي الإستراتيجية  على صنع حتى أنظمة الدول العظمى، وإسقاط ساركوزي حتى بعد رحيله ، والقضاء على تاريخه ومستقبله السياسي قضاء مبرم .

وفي محاولة للهروب والتملص من التهم الشنيعة، بقيادة عصابة إجرامية قبل دخولة قصر الاليزيه، قال ساركوزى في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر: صعقت بهذه التهمة الجديدة. امتهنت براءتي مجدداً بقرار لا يقدم أي دليل على تمويل غير مشروع؟!

ويقول مراقبون فرنسيون، إن ساركوزي كان يريد في عام 2017 أن يعود رئيساً للجمهورية، ليتمتع بالحماية التي يوفرها المنصب. ولا يزال هذا المنصب يداعبه من جديد لكن تهمة الإجرام الأخيرة تقربه من السجن أكثر مما تقربه مجددا من منصب الرئيس.، حيث تنبه فيما بعد المفكرين والمثقفين وبعض السياسيين الفرنسيين، لمثل هذا الاختراق القذافي التاريخي، الذي قزّم إرث الثورة الفرنسية، هو ما عكس حقد الفرنسيين على ساركوزي والتشدد في ملاحقته قضائيا وإدانته.

في نفس السياق ، يواجه ساركوزي، قائد العصابة الإجرامية الفرنسية في الحكم اتهاما آخر بالعنصرية ووجهت له انتقادات حادة، بعدما بدا أنه يربط بين كلمة “قرد” ومصطلح عنصري يطلق على شخص أسود.

وذلك خلال حديث تلفزيوني، حيث أنتقد ساركوزي النخب التي تشبه القردة التي لا تستمع لأحد. إلا أنه توقف وقال لا أعرف هل يسمح لنا بعد الآن أن نقول “قردا”؟  لأنه لم يعد لنا مسموحا أن نقول ذلك فلنطلق لفظ عبيد صغار.!!

ومع كل الجرائم التي كشفت حقيقة المتأمرين على النظام الجماهيري السابق واحدا بعد الآخر 2011، تظل جريمة قصف ليبيا أكبر جرائمه على الإطلاق، وبمجرد دخوله السجن بتهم الفساد والتمويل غير المشروع، فستلاحقه باقي التهم كما يقول مراقبون.

وتروي وقائع القصة المرعبة، حديثا دار بين الصهيوني برنارد ليفي، ومصطفى عبد الجليل الذي قاد “فيلق الخونة” ضد النظام الجماهيري، عندما نزل برنارد ليفي بنغازي وقابلهم في بدايات مارس 2011 وقال لعبد الجليل، وهو مسجل ومنشور بكامله منذ عام 2012 لدي صديق في فرنسا هو الرئيس ساركوزى، ما رأيك نتصل به ويعترف بالدمية -المجلس الانتقالي-، وتكون فرنسا أول دولة في العالم تعترف بمجلسكم المشبوه، وفعلا اتصل برنارد ليفي بساركوزي وطلب منه الاعتراف، فطلب ساركوزي مهلة للتفكير وعاد بعد ساعتين ليخبر الصهيوني ليفي، وتابعه عبد الجليل ومن معهما، انه جاهز لاستقبالهم في باريس في الغد وتم اللقاء، وكانت هذه بدايات خيوط المؤامرة المرعبة على ليبيا حتى أصبح حالها اليوم دولة فاشلة بامتياز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى