“القائد الشهيد”.. 9 سنوات على الرحيل والوطن يتخبط في الظلمات

9 سنوات يتخبط الوطن في الظلمات، بعدما انطفأت ناره المتوهجة وشعاعه المضىء باستشهاد القائد معمر القذافي.
توقفت الحياة في وطن كان ينبض بالحياة والكبرياء والأصالة والعزة، باستشهاد القائد معمر القذافي، الذي ظل ثابتا حتى نالها على تراب وطن استعاده من أنياب الاستعمار ليجعله خلال حكمه بلدا عزيزا قويا الكل يهابه ويعمل حسابا له.
في الذكرى التاسعة لاستشهاده، تعم ملايين الليبيين حالة من الحزن على غياب ضوء الوطن، القائد الذي كان يعيش الجميع تحت ظلاله آمنين مستقرين، أفضل مستشفيات في المنطقة وشمال أفريقيا كانت في ليبيا وأفضل علاج.
نما الشعب الليبي وتضاعفت نسب التعليم والتمدن والحضارة خلال حكمه. شيّد نهرا صناعيا عظيما كان ولا يزال من عجائب الدنيا، لتأمين المياه مورد الحياة لليبيين وينهي سنوات الجفاف والعطش.
يشعر الجميع بالحزن، على خديعة ومؤامرة قذرة شهودها الخونة لا يزالون أحياء، يرون بأعينهم جزاء فعلتهم الآثمة في حق ملايين الليبيين، لم يروا حريتهم الزائفة ولا ديمقراطيتهم المخادعة، ولكنهم رأوهم جميعًا تحت أقدام وفي أحضان هيلاري كلينتون والصهيوني، برنارد ليفي والمجرم ساركوزي الذي يساق للسجن قريبا بتهمة تشكيل عصابة إجرامية.
يتحسر الجميع على الأمن والاستقرار والنفط والكهرباء والسيولة وكلها ضاعت، ولم يتبقى سوى وجه الميليشيات القذرة القبيحة في الغرب والشرق. أصبحت ليبيا بعد غياب القائد في “ذيل الأمم” وكانت مؤامرها دبروها بليل “بهيم” ليسقط الوطن في هذا البئر السحيق.
لكن لماذا اغتالوه؟ ولماذا هذا الحقد على ليبيا وقائدها؟
الحقيقة ناصعة اليوم، اغتاله الناتو والخونة حتى تصبح أفريقيا بابا واسعا أمام الكيان الصهيوني وعصاباته تستبيحها كيفما تشاء وهو ما تحقق بعد غيابه.
اغتالوه لينفردوا بأفريقيا التي كانت حلمه، وليقضوا على مشروع “العملة الموحدة” التي وفر لها عشرات الأطنان من الذهب والفضة حتى يوقف الاستعمار الفرنسي عند حده، ويوقف استباحة “الفرنك” للقارة السمراء.
اغتالوه برؤية من الصهيوني، برنارد ليفي، الذي كان يرى القائد الشهيد عظيما وصخرة صماء في وجه المشاريع الصهيونية داخل القارة وكان لابد من إبعاده.
واليوم في ذكرى استشهاده يحن الوطن الى “البنّاء الأعظم” الذي وقف أمام الاستعمار عقودا طويلة ليعلي من شأن الليبيين وكرامتهم، والثمن دفعه الوطن غاليا، بعدما سقطت ليبيا بعد استشهاده في “بئر سحيق” وفي فوضى عارمة سياسيًا وأمنيا واقتصاديا أنتجت حتى الآن عشرات الميليشيات والجماعات الجهوية والقبلية والإرهابية وحكومات متصارعة وعملاء يديرون المشهد.
كانت مؤامرة حقيرة، قادها المجرم ساركوزي والصهيوني ليفي والخونة التابعين لهم، وقد اعترف رئيس وزراء ايطاليا السابق بيرلسكوني رسميا، وفي حديث لوكالة “اينا” الإيطالية الرسمية انه كان يعرف أنها ثورة مفبركة مدبرة، من قبل ساركوزي وبدعم من نظيره البريطاني ديفيد كاميرون. كما أن الأسود أوباما قال إن التدخل العسكري في ليبيا كان أسوأ قرار اتخذه في فترتي رئاسته وندم أشد الندم عليه. وحلف الناتو الصليبي الذي قاد المؤامرة اعترف قادته جميعهم، بخطأ التدخل الإجرامي في ليبيا وإزاحة القائد الشهيد، واليوم وفي ذكرى استشهاده يترنح الوطن بين ظلمات وفساد وفقر وقرابة اثنين مليون ليبي على شفا الجوع، وفي حاجة لمساعدات إنسانية عاجلة.
20 أكتوبر 2011 يوم الحزن لفراق القائد، ويوم الكشف الأكبر للخونة والمأجورين الذين تحركوا ضده ليدفع الوطن الثمن فادحا في النهاية.