تقارير

من يُنقذ ليبيا من أزمتها ؟

خاص قورينا

يطلق الوعي الجمعي لشعبنا الليبي إسم ” النكبة ” على ما وقع في السابع عشر من فبراير من العام 2011 ، وكان سببًا في سقوط الدولة الوطنية ومؤسساتها ورمزها الشرعي القائد الشهيد معمر القذافي .

عقد كامل دفع فيه الشعب الليبي فاتورة مؤامرة دولية، وضحى بالكثير من شهداءه وأبناءه ودماءهم ومن آمنه واستقراره وثرواته واستقلاله الوطني .

اليوم يبحث الليبيون عن مفاتيح للخلاص من تداعيات عام النكبة، بعد أن تحولت بلادهم إلى ساحة للاقتتال الداخلي والإرهاب وبؤر للميليشيات، ومناطق نفوذ لهياكل قسمت التراب الوطني وخضعت لأوامر جيوش وعصابات خارجية، لا يهمها إلى استنزاف ثروات البلاد، وبات المشهد الليبي يدعو للأسف، وغابت صورة ليبيا الهادئة المستقرة والغنية بثروتها وشعبها وتاريخها.

ومع هذا المشهد ينتظر الليبيون ضوء الأمل في نهاية النفق المظلم ، وخصوصًا مع تكرار الحديث عن التوصل لحل سياسي سلمي يخرج بلادهم من من دوامة الصراع المسلح والتدخل الأجنبي .

ومع الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإنهاء الصراع عاد الحديث عن أهمية البدء في عملية سياسية تتوصل لإجراء إنتخابات تشريعية ورئاسية، من أجل إيجاد سلطة وطنية موحدة تعبر عن إرادة وخيارات الشعب الليبي وتمثل كل قواه الوطنية ووحدة  أراضيه، ورغم تأرجح هذة الجهود خلال السنوات القليلة الماضية بسبب تحالف العصابات المسلحة مع هياكل ومراكز السيطرة على القرار ومع  دعم قوى أجنبية محتلة لهذا التحالف، فأن أمل الإسراع في عملية سياسية تتوصل لخيارات ديمقراطية لازالت مطروحة في الساحة الليبية ، بإعتبارها الحل الأمثل للقضية.

ولعل تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف، كمبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا، قد أعاد بعض التفاؤل لعودة مسار العملية  التفاوضية، والأهم أنه فتح باب التكهنات للبحث عن مفاتيح حل الأزمة، علاوة على أن هناك تعليق للمبعوث الأمريكي السابق جوناثان واينر، يؤكد هذا المعني حينما قال “إن بلاده لن تُنصب أي شخص رئيسًا لليبيا”، مشددًا على ذلك بقوله “أن الليبيين وحدهم  أصحاب القرار”.

وفي نفس السياق تحدثت أوساط سياسية عربية ودولية عن وجود تيار ثالث في المشهد الليبي يتجاوز الأسماء والهياكل التي سيطرت على هذا المشهد من نحو عشر سنوات كاملة.

من جانبه ؛ كشف الصحفي والكاتب المصري المهتم بالشئون السياسية العربية، مجدي الدقاق، أن تيار الحراك الوطني الذي يقوده  نجل الزعيم الراحل معمر القذافي الدكتور سيف الإسلام ، أصبح الرقم الصعب في المعادلة الليبية وأن هناك توجهًا إقليميًا ودوليًا لدعم هذا التيار بعد نجاحة في استقطاب قطاعات عريضة داخل المجتمع الليبي ومكوناته الاجتماعية والقبلية في جميع مناطق ليبيا شرقًا وغربًا، فضلاً عن طرحه لمشروع وطني شامل للخروج من أزمة البلاد، يطلق علية “مشروع الغد”.

وقال الدقاق، الذي عمل كرئيس تحرير لعدد من المجلات السياسة والفكرية في مصر، إنه ألتقى بعدد من الشخصيات الليبية السياسية والإعلامية والقبلية، ولمس تأييدهم لهذا التوجه، مؤكدين أن مشروع الدكتور سيف الإسلام، هو مشروع وطني للإنقاذ لا يستهدف  إلا تفضيل العملية الانتخابية وترك الاختيار الحر الديمقراطي للشعب الليبي وإعادة بناء الوطن ، بتعاون جميع الليبيين ، ومشروع سلام ومصارحة ومصالحة لا تستبعد أحدًا.

وتتفق إحدى الدوريات الأوروبية مع هذه الرؤية، حيث كتب موقع ( International  112 ) فيوقت سابق، تحت عنوان “سيف الإسلام مفتاح الخلاص لليبيا”، ويقول الموقع المعني بالشأن الأوروبي والدولي، إن استمرار الأزمة الداخلية يدعم موقف نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، كزعيم مستقبلي، وأن جهوده الداخلية والخارجية تخرجه من دائرة الصراع الداخلي المدان فيه الجميع.

ويضيف الموقع، أن ما يتميز به سيف الإسلام ويفتقده المنافسون على السلطة في ليبيا، هو كونه يعبر عن أجيال جديدة من الشباب  الذي ارتبط بأحلامهم في الماضي، كما أنه لا يزال يحتفظ بعلاقات طيبة مع معظم القيادات الشعبية والقبلية في البلاد شرقًا وغربًا، ويتمتع بقبول دولي كبير بدء من مصر وروسيا وحتى إيطاليا وعديد من الدول التي تري فيه وجهًا إصلاحيًا وتوافقيًا، يستطيع جمع كلمة جميع الفرقاء .

ويبقي السؤال متي تخرج ليبيا من أزمتها ومن هو مفتاح الخلاص ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى