خاص قورينا.. بعد اعتذار ملادينوف_ 7مبعوثين أمميين وفدوا نحو ليبيا دون حل والتلاعب الدولي “سيد الموقف”

يتعرض منصب المبعوث الأممي في ليبيا، للمساومات والبيع والشراء والرفض و”الصفقات السرية”، من قبل القوى الكبرى.
ولذلك وطيلة 10 أشهر، منذ استقالة المبعوث الأممي السابق غسان سلامة في مارس 2020، لم تستطع الأمم المتحدة تعيين مبعوث أممي جديد رغم عمق الأزمة في ليبيا ومأساويتها.
ويرى مراقبون، أن الخلاف حول تعيين “مبعوث أممي”، جديد وبعد استقالة سلامة يكشف الى أي مدى هناك خلاف بخصوص “الكعكة الليبية”. فالكبار يريدون مبعوثا أمميا – على “المزاج والهوى”، ان صح التعبير، ولينًا لا يسعى للحل، ولكن لإطالة الأزمة والدوران بها سنوات أخرى قادمة حتى يضمن كل أحد حصته.
وهو ما دفع وزير رالخارجية الروسي، لافروف، لاتهام واشنطن علانية بأنها السبب الوحيد وراء عرقلة تعيين مبعوث أممي جديد، وأنها التي رفضت تعيين رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري الأسبق، كما رفضت تعيين المرشحة من غانا، حنا تيته من قبل الاتحاد الافريقي.
وجاء إعلان المبعوث الأممي الجديد نيكولاي ملادينوف اعتذاره عن تولي المهمة لأسباب شخصية، ليربك الوضع بالكامل. خصوصا وأن ستيفاني وليامز، وصلت إلى نقطة لم تستطع أن تتجاوزها في الحوار السياسي الليبي. وهو ما يضع الحل الليبي في مأزق ويعيد شبح الصراع والحرب من جديد.
من جانبه أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن ملادينوف، ستيفان دوغاريك، أبلغ الأمين العام للأمم أنطونيو غوتيريش، بأنه لن يتمكن من تولي منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا العام المقبل “لأسباب شخصية وعائلية”.
وكان مجلس الأمن، قد وافق الأسبوع الماضي على اقتراح غوتيريش بتعيين ملادينوف وسيطا لليبيا، والنرويجي تور وينيسلاند مبعوثا إلى الشرق الأوسط خلفا له لكنه لم يصمد اكثر من أسبوع وقدم اعتذاره.
في السياق ذاته، قال دوغاريك، إن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا، ستيفاني وليامز ستستمر في منصبها، وذلك بعدما اعتذر ملادينوف عن المهمة.
وملادينوف، كان مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط منذ العام 2015، وكان مكلفًا بالوساطة بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين ولم ينجح في تحقيق أي اختراق.
وكشف وزير الخارجية الروسي، لافروف، العديد من كواليس عدم تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا خلفا ل”غسان سلامة” والتأخر كل هذا الوقت.
وقال عقب لقائه مع وزير الخاجية القطري في موسكو، عبد الرحمن آل ثاني، ان واشنطن السبب وراء عرقلة تعيين مبعوث أممي جديد، بعد رفضها مقترح الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين ممثل الجزائر، الذي كان مدعوماً من الاتحاد الإفريقي.
وأضاف لافروف عندما قال الأمريكيون لا لهذا الترشيح، اقترح الاتحاد الأفريقي ممثلاً من غانا، ورفضه الأمريكان أيضا.
على صعيد متصل، من تعمق الأزمة الليبية، عقدت رئيسة البعثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، اجتماعًا لملتقى الحوار السياسي الليبي عبر تقنية الاتصال المرئي، لإطلاع الأعضاء على نتائج التصويت على مقترحين بشأن إيجاد نسبة توافقية للتصويت على آلية اختيار السلطة التنفيذية، ولإطلاعهم على خطط البعثة للمضي قدماً في تنفيذ كافة نقاط خريطة الطريق التي تم التوافق عليها في تونس الشهر الماضي.
وشددت وليامز، على أن العملية السياسية مستمرة وخاصة في ما يتعلق بإيجاد سلطة تنفيذية موحدة وأيضا فيما يخص التحضيرات اللازمة لإجراء الانتخابات في موعدها في 24 ديسمبر 2021م.
ومنذ سقوط الدولة الوطنية في ليبيا عام2011، توافد عليها 6 مبعوثين أممين، فشلوا كلّهم في إيجاد سبيل يخرج البلاد من حالة الاقتتال والانقسام، الذي خلقه حلف الناتو ومؤامرة ساركوزي – أوباما، والوصول إلى تسوية عادلة تسهم في إعادة الاستقرار إلى البلاد، وتعيد ترتيب الأمور، وهم الأردني عبد الإله الخطيب والبريطاني إيان مارتن واللبنانيين طارق متري وغسان سلامة وكذلك الإسباني برناردينو ليون والألماني مارتن كوبلر.
وباعلان ملادينوف، اعتذاره يكون العدد قد وصل إلى 7 مبعوثين وفدو لليبيا دون أي حل ولايزال الليبيون وحدهم يدفعون ثمن نكبة فبراير 2011.