تقارير

” خبايا لعبة المقامرة القذرة “

قورينا

ليبيا – نظرة سياسية في الوثائق الأمريكية (2)

7مليارات دولار من الذهب دفعت ساركوزي لمهاجمة ليبيا

شركة فرنسية عرضت علي هيلاري رشوة لتمويل القوات الامريكية بعد مهاجم

منذ قرابة الخمسمائة عام اكتشف العالم الأهمية الإستراتيجية لليبيا كمدخل للشرق الإسلامي كبديل لطريق ماعرف و قتها بإسم “الحملات الصليبية ” عن طريق سواحل الشام ، ليشن فرسان الهيكل عدد من الحملات تستهدف طرابلس كان أولها في العام 1510 حين تمكنت فرق فرسان الهيكل القادمين من مالطا و اسبانيا من انشاء مستعمرة أوروبية علي الاراضي الليبية ظلت تمثل نقطة هجوم علي الحواضر الاسلامية حتي نجحت القبائل الليبية مدعومة بجيوش المسلمين من دحرها في العام 1551، لتضع أوروبا الاستعمارية منذ هذا الوقت خططها للسيطرة علي هذه البلاد الأمر الذي طبقه دعاة الفاشية من طليان بعد أكثر من أربعة قرون مع الهجوم الايطالي علي سواحل ليبيا في العام 1911 و سعي الأمريكيون مراراً و تكراراً لتنفيذه تحت ذرائع متنوعه ، وكطبيعة القرصنة الأمريكية ضد الشعوب استدعي العم سام الحجج الايدلوجية كذريعة لتدخلاته ، أعقبها بشعارات زائفة حول الحرية و إرادة الشعوب و غيرها من أكاذيب حقبة الخريف العربي و التي كشفتها الوثائق الامريكية نفسها وأحدثها رسائل بريد هيلاري كلينتون الي أفرج عنها ترامب قبيل خسارته للانتخابات الامريكية .

سر المليارات السبع

أشهر رسائل هيلاري كلينتون المتعلقة بالشأن الليبي هي الرسالة التي تحمل تاريخ مارس 2011 وهو رسالة من سيدني بولميثال مستشارة هيلاري غير الرسمية و صديقتها المقربة ، حيث تقول سيدني و هي التي عملت لفترة كدبلوماسية في السفارة الامريكية بباريس أن صديق قديم لها مقرب من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وهو باتريك هاميزاد ، قد أكد لها أن ساركوزي قد تحدث مراراً و تكراراً عن مخاوفة من الاحتياطي الذهبي الضخم للغاية الموجود في الخزانة الليبية و الذي يمكن ببساطة أن يطيح بقوة الدولار و اليورو في أفريقيا اذا ما صدقت التكهنات بنية الزعيم الليبي بصك عملة أفريقية موحدة كما أعلنت الجماهيرية .

أوسبري و العرض السري

رسالة أخري من بولميثال بعد الاولي بأيام تحوي علي محتوي أكثر خطورة من تآمرات ساركوزي وهي عرض من شركة فرنسية ل “تايلرديرملر ” ضابط المخابرات المركزية الامريكية في باريس و التي مررها بولميثال و التي تحوي عرض خاص لها و لهيلاري لم تحدد قيمه اذا ما وافقت الخارجية الامريكية علي أن تتولي شركة أوسبري الفرنسية إمداد القوات المشتركة في العمليات ضد ليبيا بالمهام اللوجستة.

مسألة الذهب الليبي ظهرت مرة أخري في رسالة الكترونية بتاريخ 2ابريل 2011 و حملت عنوان ” France’s client/Q’s gold ” مرسلة من هاميزاد ويتحدث فيها عن أن مصادر مجهلة نقلت عن الرئيس الفرنسي ساركوزي قولة أن قارير استخباراتية أكدت أن الزعيم الليبي الراحل رصد ذهباً بقيمة 7 مليار دولار أمريكي لانشاء عملة أفريقية الأمر الذي اذا ما حدث سيقضي علي أمال فرنسا في عملة CFA franc التي تتعامل بها فرنسا مع مستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا ، معتبرة أن هذا التقرير سيدعم أي تحرك فرنسي ضد النظام في ليبيا .

رسائل هاميزاد ايضاً حوت مخططات أكثر خطورة من فكرة الذهب و العملة الافريقية الموحدة وهي فكرة اقناع القبائل الليبية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني و قبول وجود علاقات طبيعية بين الشعب الليبي و هذا الكيان وهو ما سنستعرضة في الحلقة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى