“أسرار الحلف الأسود لتنظيم الإخوان الإرهابي _ مصر_ ليبيا_ تونس”

قورينا
ليبيا ..نظرة سياسية في الوثائق الامريكية (6)
“أسرار الحلف الأسود لتنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا ومصر وتونس”
” تمكين ” الإخوان من ليبيا فكرة أميريكية للسيطرة علي مقدرات البلاد”.
“هيلاري توافق علي مخطط الاخوان قبيل انتخابات 2012 بشهر و احد.
“عميش ” عميل الCIA المُخطط السري لاسقاط ليبيا في خانة الفوضي الإخوانية”.
إستعرضنا في الحلقة الماضية كيف إنقسم العملاء ،الذين يطلقون علي أنفسهم المجلس الإنتقالي في نقاشهم خطة تقسيم البلاد إلي قطاعات مصالح حيث عارض وزير النفط عدم وجود حصة لإيطاليا من الكعكة الليبية ، بينما عارض وزير الدفاع الوجود الاأريكي و الفرنسي معتبراً أن تركيا هي الاولي بمنطقة المصالح الاقتصادية في شرقي البلاد ، بينما كان لرئيس الوزراء المعين حديثاً رأياً أخر ، وهو تمكين أتباع جماعة الاخوان من السيطرة علي المفاصل السياسية وهوالرأي الذي تبنته الإدارة الامريكية كما ظهر في الإيميل الوارد لبريد هيلاري بتاريخ نهاية مايو 2012 .
والذي يتحدث عن ضرورة و جود تنسيق بين قوي الإسلام السياسي في شمال أفريقيا ، حيث أورد الإيميل الذي أخفي إسم راسلة فكرة إقامة ” كردون الربيع العربي ” بين الحكومات ذات الصبغة الدينية الثلاث في مصر و ليبيا و تونس برعاية أمريكية ، و تحدث البريد الذي يبدو أن مرسله مصدر إستخباراتي إن علي الحكومات في الدول الثلاث تنسيق مواقفها مع القوي الإسلامية الاخري وبالأخص السلفيين الذين يمكن إستخدامهم كقوي ضاربة عند الحاجه ، منوها علي ضرورة إشراكهم في اتخاذ القرار مستقبلاً ، و يذكر ان هذا البريد أتي قبل شهر تقريباً من إجراء الانتخابات التي جاءت بعناصر من جماعة الإخوان الي سدة اتخاذ القرار في ليبيا .
ولكن قبل التطرق أكثر الي طبيعة “إستخدام ” الولايات المتحدة لاخوان ليبيا في تحقيق أغراضها بالسطو علي إرادة البلاد دعونا نعود الي الخلف قليلاً مع طبيعة علاقة “الجماعة ” مع الولايات المتحدة أو تحديداً الCIA .
علاقة تنظيم الاخوان الاجرامي و عصابات المتشددين من الوهابية ، بالولايات المتحدة تعود الي حقبة الحرب الباردة حيث استخدمت الولايات المتحدة أفراد التنظيم في مهاجمة جمال عبد الناصر بعدما ذهب و فد من الجماعة الارهابية الي و اشنطن مقدمين فروض الولاء و الطاعة في العام 53 و علي رأسهم سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا ، وبعد تدهور العلاقات بين الإخوان وعبدالناصر عقب محاولة اغتياله بميدان المنشية عام 1954، فر رمضان هاربًا من مصر إلى سويسرا؛ حيث أسس بمساعدة الإستخبارات المركزية الامريكية مركز جنيف الإسلامى، ثم انتقل رمضان لألمانيا الغربية.
ظل نشاطه مجهولا حتى يوليو من عام 1995 عندما كتب إيان جونسون مقالاً في وول ستريت جورنال؛ كشف فيه عن أن الإخوان أجروا ترتيبات عمل مع أجهزة المخابرات الأمريكية، وأن وثائق ألمانية أكدت أن الولايات المتحدة أقنعت الأردن أن تصدر جواز سفر دبلوماسياً لسعيد رمضان، وأن الجانب الأمريكي كان يتكفل بنفقاته.
وهو الأمر الذي تم تقريباً علي الصعيد الليبي منذ التسعينات حيث تتحدث تقارير مركز ” هندرسون ” وهو إحدي مراكز إتخاذ القرار التابعة للإستخبارات المركزية الأمريكية عن تجنيد عدد من عناصر الجماعة في ليبيا الذين كانوا يعملون ” تحت الارض ” علي حسب الوصف للنيل من الجماهيرية و قائدها ، حيث يذكر التقرير إسم ” عصام عميش ” ، وآخرين تم ترشيحهم للعمل مع الإستخبارات المركزية عن طريق الإخواني البارز وقتها ” محمد مهدي عاكف” ، الذي إعتبر المرشد السابق للجماعة الإرهابية في مصر ، وكذلك المسؤول المالي للتنظيم الدولي للإخوان يوسف ندا، حيث عمل “عميش في الدوائر الأمريكية ” ضد بلادة لفترة طويلة قبل أن يسند الية مهمة إقناع القوي السياسية الامريكية بإقامة الدولة الاخوانية ” في ليبيا بمشاركة ابنته التي عملت كرئيس حملة السيناتور “بيرني ساندرز ” المرشح السابق للحزب الديموقراطي للرئاسة 2016 .
والذي تحدثت عنه ايميلات هيلاري ايضاً كمنظر لفكرة ” تمكين الاخوان ” من اقامة دولتهم في ليبيا طبقاً للرسالة المؤرخة مطلع سبتمبر 2012 و التي سنقرأها معاً في الحلقة القادمه .