‘متشدد وحازم ‘ _ المبعوث الأممي الثامن إلى ليبيا “كوبيتش” هل يصنع المعجزة؟

قورينا
بغض النظر عن التشاؤمية التي تحكم رؤية البعض تجاه عمل البعثة الأممية في ليبيا، على مدار سنوات طويلة. فالحقيقة التي يرصدها بعض المراقبين، أن هناك إختراق في “الملف الليبي”. وأن الأزمة الليبية قد يقدر لها بعد 10 سنوات من النكبة، أن تصل إلى “تخوم الإستقرار”، بإجراء الإنتخابات الليبية نهاية العام الجاري، ديسمير 2021، بعدما تم تحديد الموعد، علاوة على أن “دول كبرى” كما رصد مؤخرا من جانب فرنسا، قالت إنها على استعداد لتوقيع عقوبات على من يعرقلون الحوار السياسي في ليبيا.
وتأتي عملية تعيين المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا “يان كوبيتش”، لتفجر الكثير من الرهانات على الرجل والتحديات التي يقابلها.
فهذا العام، هوعام “الإنتخابات في ليبيا” التي طال انتظارها، والمبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني ويليامز قالت بوضوح، إن المجتمع الدولي لن يفرط في هذا الموعد ولن يتجاوزه. علاوة على أن الصراع في ليبيا اصبحت له “حسبة أخرى” مختلفة تماما بعد دخول الإخوان بصحبة الأتراك على الخط. وبعدما قررت تركيا إحتلال ليبيا، بعد عقد الإتفاقية الأمنية والبحرية مع السراج نوفمبر 2019.
ورغم بعض التقارير، التي نالت من شخص “كوبيتش”، ونشرت خلال الساعات الماضية في مواقع ووكالات عالمية، ومنها أنه “لا يحظى بسمعة جيدة” وفق ما نقلته الحرة وفرانس برس.
فإنه على الجهة الأخرى “دبلوماسي صارم”، وفق ما عهد عنه والمعني إنه قد لا يتمكن “ثعابين الإحتلال التركي وأذناب الميليشيات في ليبيا” من مراوغته وخداعه، وهذا سيعود على ليبيا وسيكون المخرج لها نحو الإنتخابات المقررة في أخريات العام الجاري.
وكان مجلس الأمن، قد أعطى الضوء الأخضر، لتعيين ممثل الأمم المتحدة بلبنان، السلوفاكي، يان كوبيتش، مبعوثا جديدا إلى ليبيا. بعد أسابيع قليلة من تعيين ملادينوف، المبعوث البلغاري السابق واعتذاره عن المنصب وفق ما قيل لظروف أسرية.
ويسجل التارخ المهني، لـ”يان كوبيتش”، 68 عاما محطات عدة، فقد كان منسقا خاصا للبنان. ورأس خلال حياته المهنية البعثة الأممية في العراق بين 2015 -2018 وفي أفغانستان بين 2011 – 2015، وقبل ذلك كان وزيرا لخارجية سلوفاكيا بين عامي 2006-2009. وأمينا عاما لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بين 1999 و2005.
وفي لبنان ، برز “كوبيتش” سريعًا بخطابه الصريح والمباشر وانتقاده للقادة اللبنانيين، بشكل غالباً ما كان شديداً، وربما بسبب حدته هذه اقترح، غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اسم كوبيتش على مجلس الأمن لتكون مهمته القادمة في ليبيا.
وتبرز في وجه “كوبيتش” في ليبيا وفق تقرير “فرانس برس”، قضايا ملحة عدة، في مقدمتها تدعيم الوقف الهش لإطلاق النار في ليبيا، وتأكيد إنسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا التي تشهد تدخلات عدة. بالاضافة إلى التصدي الحاسم لاستمرار توريد السلاح من جانب تركيا، وتواصل دعم الميليشيات من جانب أنقرة. كما ان “كوبيتش” لديه ما يبني عليه في ليبيا.
وبعد استقالة الوزير اللبناني السابق، غسان سلامة من منصبه مارس2020 بسبب ما قال انها “متاعب صحية” خافياً السأم والضيق، من الانتهاكات المتكررة لقرارات الأمم المتحدة، طالبت أفريقيا بأن ينتقل المنصب إلى شخصية أفريقية، لكن ذلك لم يتحقق بفيتو أمريكي صارخ، لذلك أفشلت واشنطن تعيين رمطان لعمامرة وتعيين حنا تيته من غانا، ثم لاحقا فرضت واشنطن على شركائها مطلب تقسيم المنصب الى قسمين. بوجود منسق لبعثة الأمم المتحدة في طرابلس، ومبعوث آخر مسؤول عن المفاوضات السياسية مقره في جنيف!
وبـ”تعيين كوبيتش” يكون هو المبعوث الأممي الثامن في ليبيا الذي يتم تعيينه على مدى 10 سنوات من نكبة ليبيا، فقد سبقه غسان سلامة، والذي استمر نحو ثلاثة سنوات في عمله في الفترة من يونيو 2017 حتى مارس 2020 خلفاً للألماني مارتن كوبلر.
يأتي هذا فيما اتخذ الحوار السياسي الليبي “نكهة دولية” بامتياز بعد مرحلة مريرة من الصراع العسكري. حيث رحبت السفارة الأمريكية في ليبيا، بالتقدم الذي أحرزته اللجنة الاستشارية المنبثقة عن منتدى الحوار السياسي، في التوافق على آلية إختيار “سلطة تنفيذية مؤقتة” تدير المشهد الحالي في ليبيا وتجري الإنتخابات. وقالت: إن الاتفاق يؤكد بأنه آن الآوان لتجاوز الصراع والفساد الذي سهله الوضع الراهن. ودعت السفارة الأمريكية في بيان لها: جميع الأطراف، بالعمل على تشكيل حكومة موحدة جديدة، مهمتها الأساسية إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل. وتوفير الخدمات العامة، وإدارة وتوزيع ثروات ليبيا بشفافية لصالح جميع المواطنين.
فيما دعت السفارة الفرنسية، من خلال تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي، “تويتر”، إلى السماح بإنتخاب سلطة تنفيذية موحدة جديدة للوصول بالبلاد إلى إنتخابات، وأعربت السفارة الفرنسية عن إستعدادها لأخذ إجراءات ضد كل من يعرقل هذه التحركات.
وبعد.. فالمؤكد أن “كوبيتش” يختلف عن سلامة وكوبلر وطارق متري و”المعتذر” ملادينوف والحوار السياسي في هذه المرحلة يأخذ زخما دوليا كبيرا، ويبدو أن الكثيرين يراهنون علي هذا المبعوث الذي وصفة البعض بالشدة والحزم وإفتقاد اللياقة الدبلوماسية ، وقدتكون هذة الصفات طريق النجاح في مهمتة الصعبة ، وينجح فيما فشل فية الأخرون ، ويصنع الفارق الكبير في العقدة الليبية .