تقارير

10 سنوات على نكبة ليبيا شعار فبراير _ ذل ومهانة وراسك في الأرض 1-2

خاص قورينا

عندما هبت رياح سموم ، “فبراير الأسود” على ليبيا 2011 قبل 10 سنوات. كانت “الدعاية النازية”، الكاذبة الهائلة التي شاركت فيها أنظمة عربية ودولية وتصدرها حلف الناتو، تُصور الدولة القوية تحت حكم القائد الشهيد معمر القذافي آنذاك، بأنها فاقدة للحرية والديمقراطية، وأن النظام الجماهيري، بخل على الشعب الليبي بهذه “الفضيلة”!!
لذلك فإنهم يتآمرون يتخابثون ، آنذاك وتُسمع دعاياتهم الفاجرة الكاذبة، في كل أرجاء ليبيا وعبر مرتزقة “حلف الناتو” وشمّام وعبد الجليل، وباقي الخونة والجواسيس، بأن ليبيا تتحرر؟! وأن شمس فبراير ستحولها أوروبا الشرق؟!
ولم يكن هذا حقيقيا بالمرة منذ اللحظة لبدء المؤامرة ، ولم تكن هذه هى حقيقة الأهداف التي يطمح اليها “مرتزقة فبراير” آنذاك. فقد كانوا يعملون إلى العكس تمامًا، من هذه الدعايات الكاذبة، وهو هدم النظام القوي، وإسقاط الدولة الوطنية القوية الموحدة وإسقاط كبريائها وإسكات صوت شعبها الحر للأبد. بعدما تألم الأمريكان والفرنسيين والإنجليز، وكل قوى الاستعمار من الصوت الليبي القوي على مدى 4 عقود.

( آيادٍ بيضاء)
كما اندهشوا أن ليبيا، ورغم تصديهم المباشر لتجربتها، بالعقوبات والمؤامرات الواحدة تلو الأخرى منذ ثورة الفاتح العظيم،1969، لم تسقط ولم تمد يدها ولم تقترض من البنك الدولي أو غيره
بل العكس تماما أصبحت الجماهيرية العظمى الأغنى في شمال إفريقيا، في ظل النظام الجماهيري، وذات أيادٍ بيضاء على الغالبية العظمى من الدول الأفريقية. أما عربيا فقد كانت ليبيا وكان نظامها الجماهيري” هو الجبل الأصم” أمام موجات عاتية لم تتوقف من جانب الصهاينة وعملاءهم العرب ، بسبب موقفها نحو القضية الفلسطينية وباقي الأراضي العربية المحتلة.

كان القائد القوي “معمر القذافي”، هو الهدف وكانت الدولة الغنية ذات الكبرياء والشموخ، هي المستهدفة، أما وعود الحرية والديمقراطية، التي رددها “شمام وعبد الجليل” وعشرات غيرهما ركبوا قطار الناتو. فقد كانو يعلمون تمامًا ان “سلطة الشعب”، الهيكل السياسي ، الأقوى والأكثر دلالة ومشاركة من كافة جماهير الوطن الليبي.

واليوم وبالتزامن، مع ذكرى مرور 10 سنوات على “نكبة فبراير الأسود”، وذكرى عملية الاوديسا وشن الحرب الصليبية على المسلمين في ليبيا جاءت تلو الفرصة للخونة، سوء بالسياسة وبالسلاح والميليشيات ودعم ووقفة الأمريكان ومساندة الفرنسيين.. ومجيء الأتراك وأحفاد الاستعمار العثماني.. نتساءل؟

ماذا حققوا في ليبيا؟ ما النتيجة؟ أين الوعود التي تحققت؟ وأين الحرية التي أريقت في سبيلها الدماء، ونهبت عشرات المليارات من الدولارات، فتحولت ليبيا إلى “دولة فاشلة” ربما يفوق فشلها دولا أفريقية أخرى عقيمة مثل الصومال وغيرها. لم تعد هناك الصحة ولا تعليم ولم تعد هناك سرت ولا طرابلس ولا بنغازي، ولا مدن النور الليبية المتلألئة على شاطىء المتوسط.
واستبدل الجمال في ليبيا، بالقبح الإرهابي المليشياوي والمرتزقة و”الطوابير”، والفقر والدم والسواتر الترابية التي تفصل بين المدن والبلدات، وتبادل الأسرى والمحتجزين في بلد واحد.

ليبيا بعد عقد أسود بدء سنة 2011 لم تعد دولة ولا شبه دولة، بل مجموعة منظمة من العصابات والميليشيات شرقا وغربًا ومكان ” لخراب متسع” بعرض الوطن.
فقد أصبح شعار فبراير ” ذل وهوان ورأسك في الأرض”، وتحطمت الأحلام والآمال وتحطمت نفسية المواطن الليبي. الذي لم يتخيل في يوم ماء في أسوا كوابيسه، أن تتحول دولته القوية قبلة ملايين الباحثين عن عمل ووظيفة عربيًا وأجنبيا إلى بلد يعاني أزمة خبز ويعيش في الظلام.

( شيوع الظلام – لا كهرباء)
وكان من كوارث فبراير 2011، ومن سخريات القدر، أن ليبيا “الدولة الغنية” التي تعد تحتفظ بأكبر باحتياطيات مؤكدة للنفط ، كما تمتاز بقلة سكانها مقارنة بمساحة البلاد، تعاني أزمة كبيرة في الكهرباء ناجمة عن الأحداث التي تلت فبراير 2011. حيث يبلغ عجز الطاقة الكهربائية في ليبيا خلال الشتاء 1000 ميغاواط، ويصل إلى 2500 ميغاواط خلال الصيف. كما أن شركة الكهرباء وبالكاد، وتحت سرقة يومية لمهماتها وأسلاكها تنتج بالكاد وفق تصريحات مدير الشركة العامة للكهرباء، إبراهيم الفلاح، 5500 ميغاواط، بينما حاجة البلاد لتغطية الاستهلاك تقدر بـ6500 ميغاواط تصل إلى 8000 الف ميغاواط خلال شهور الصيف.

ليبيا الشرق والغرب والجنوب “الضائع”، تعاني أزمة كهرباء، ويقول أسامة السعيطي، مستشار مدير عام شركة الكهرباء للشؤون الفنية بالمنطقة الشرقية: إن شبكة الكهرباء يتم التحكم بها عبر جناحين، الأول في المنطقة الغربية والثاني في المنطقة الشرقية، ويخضع الجناحان للإدارة العامة للتحكم. وفي حين أن مشاكل الجناح الغربي، تتركز في العجز في الإنتاج، فإن مشاكل الجناح الشرقي تكمن بالدرجة الأول في عملية نقل الطاقة. وفي المحصلة المواطن الليبي، لا يجد الكهرباء وأصبحت خدمة غالية و نادرة.

وتنعكس أزمة الكهرباء، على المعاملات المصرفية والجوازات والسجل المدني والمعاملات التجارية والحياة اليومية المشلولة. ورغم الكثير من الميزانيات الضخمة والأرقام الفلكية التي رصدت للشركة العامة للكهرباء خلال بعض السنوات الماضية، الا أن الفساد كان اكبر منها ونهبها كلها.

(افتقاد رغيف الخبز)


الذل والهوان في ليبيا لا يقفان عند خدمة الكهرباء الضائعة في البلد الغني، ولكنه وصل إلى الخبز؟!!
وألف علامة استفهام وألف علامة تعجب، لا يمكن أن تشفي غليل المواطن الليبي؟ وسؤاله الدائم خلال طوابير الحصول على العيش وإغلاق المخابز أين ذهبت أموال ليبيا؟ من نهب الثروات حتى
وصلت الفضيحة لرغيف الخبز؟
هذا نزر يسير من صور فبراير؟ ووعود فبراير؟! وممارسات مجرمي فبراير؟!
وعلى ،مدار عقد أسود، تعيش ليبيا أزمة خبز لم تقابلها في تاريخها؟ وذلك على على وقع نقص حاد في الخبز بعد تراجع مخزون الدقيق، ما أدى إلى إغلاق العديد من المخابز. والسبب غياب الدولة وغياب الجهات المختصة المسؤولة عن توفير المواد الأساسية، ما أدى إلى نقصان الدقيق، وارتفاع سعر الخبز لأربعة أضعاف منذ العام

تتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى