تقارير

تقرير عن “فجر الأوديسا” الحرب الصليبية ضد ليبيا عام 2011..حرب عالمية ثالثة للتخلص من القائد الشهيد معمر القذافي..والإخوان وقطر كانا حصان طروادة لتدمير البلاد وقوات الشعب المسلح صخرة أتعبت الناتو ..وندم الدول الكبرى على تحويل ليبيا لمستنقع الإرهاب

قورينا

الحرب الصليبية على ليبيا بدأت تحت مسمى “عملية فجر الأوديسا” ليبيا في عام 2011، وهي ثالث حرب على العالم الإسلامي بعد افغانستان والعراق، وارتكاب جريمة دولية منظمة، شارك فيها أو ربما خطط لها من الأساس أكبر حلف عسكرى فى العالم “الناتو”.

حيث عاشتها ليبيا وأهلها بدءًا من 19 مارس 2011، ولمدة 8 شهر تحت ضربات حلف شمال الأطلسى تؤكد أن ما حدث لم يكن أبدًا عملاً نبيلاً لحماية المدنيين أو زرع الديمقراطية كما خرج علينا الناتو بشعارته، وإنما كانت عملية عسكرية مرسومة بحرفية دولية لتدمير بلد آمن وثرى وعضو فى الأمم المتحدة وإسقاط نظامها السياسى الذى بدأ يبحث عن عمقه الإفريقى حينذاك.

لماذا ليبيا بالتحديد؟!

ويبدو أن أسباب الناتو لم تتضح كاملة للعامة فى ليبيا، بمعنى أوضح لماذا تدمير ليبيا بالتحديد؟ إلا أن إجابة هذا التساؤل بالتحديد ستتشعب إلى كثير من الأمور، أولها مسألة النفط الليبى، ودور الرئيس الليبى للقائد معمر القذافى فى إفريقيا فى آخر سنواته، وهو ما يمثل تهديدًا لقوى الناتو الرئيسية وإرثها الاستعمارى فى القارة السمراء، وهدم ليبيا من أجل إعادة الاعمار وتشغيل الشركات الأوروبية، والأهم هو استهداف ليبيا كامتداد للأمن القومى المصرى، ما يعنى أن القدرة على المساس بهذه المسألة سيكون بداية لتداعى بقية المنطقة التى كانت مصر ولا تزال عمود خيمتها.

 القائد الشهيد والفريق ابوبكر يونس جابر وزير الدفاع
القائد الشهيد والفريق ابوبكر يونس جابر وزير الدفاع

تواطؤ مجلس الأمن

ومع حلف الناتو وذراعه السياسى فى مجلس الأمن الدولى، فعندما أصدر المجلس الأممى قراريه 1970 و1973 فى شهر مارس 2011، كان أقصى ما يذهب إليه ذهن المتابع أن المسألة تتعلق بإحالة الوضع فى ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية، أو حتى حظر السفر والأسلحة، وربما يصل الأمر إلى تجميد الأصول الليبية فى الدول الغربية، وإقامة حظر طيران جوى حول الأجواء الليبية على أبعد تقدير ـ هذا على الرغم من أن مسوغات القرارين لم تكن تستدعى أبدًا أى من هذه التحركات، أما أن يتعلق الأمر بضربات عسكرية من قوى الناتو الدولية للجيش الليبي بزعم اقتلاع انقاذ المدنين، فإن هذا لم يتصوره أحد!
وبكل جرأة خرج أمين عام حلف الناتو آنذاك، أندرسن فوج اسموسن، إلى الرأى العام يؤكد أن “تحرك الحلف ضد النظام الليبى كان بمقتضى تفويض قوى من مجلس الأمن، ودعم واضح من دول المنطقة”، لتكشف تصريحاته عن مخطط محكم لا علاقة له بمزاعم القوى الغربية الرأسمالية عن الديمقراطية أو حماية المدنيين فى ليبيا، ولم يكن غريبًا فى ظل هذا السياق أن تستهدف ضربات الناتو المدنيين قبل القواعد العسكرية للجيش الليبى.

ويؤكد أن موقف الدول المشاركة فى الهجوم على ليبيا لم يكن مبنيًا أصلاً على الادعاءات التى روج لها الناتو آنذاك، بل كان تحرك مرسوم بإحكام لتنفيذ مخطط متكامل لتدمير بلد آمن وعضو بالأمم المتحدة، والإطاحة بنظام شرعى، فى انتهاك صارخ للقوانين والشرائع والتقاليد والأعراف الدولية.

باختصار وجهت القوى الاستعمارية الغربية الكبرى قرارى مجلس الأمن لخدمة أهدافها الخاصة، وكانت الثورات التى أججتها تيارات الإسلام السياسى، والتى تحولت فيما بعد إلى ميليشيات تخريبية ـ حصان طروادة الذى اتخذته تلك الدول ذريعة لاستصدار القرارات والتدخل فى ليبيا.

وكلما تتبعت طبيعة الضربات التى وجهها أعضاء الناتو فوق ليبيا تتأكد من هذه التحركات الخبيثة كأمور مسلم بها، بدءًا من الصيغة المفتوحة فى قرارى مجلس الأمن، وانتهاءًا بما آل إليه الوضع فى ليبيا ونزاع حلفاء الناتو الحالى على نفط البلد المنكوب.

لم يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل إن الأمر تجاوز مضمون القرارات والتحايل عليها إلى أبعد الحدود، فكان المفترض وفق القرارات الأممية هو فرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى كإجراء وقائى لتوفير “الحماية للمدنيين”، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، على حد زعم أعضاء الناتو، إلا أن مهمة الحلف العسكرى الغربى تجاوزت ذلك من خلال قصف مواقع مدنية خاصة وعامة ومقرات الدولة بما فى ذلك المؤسسات المدنية، لدرجة أن المستشفيات الليبية نفسها لم تسلم من القصف.

«فجر الأوديسا» وحصان طروادة الليبى
فى ملحمة “الإلياذة والأوديسا” تحكى السطور التاريخية عن تلك الحرب الإغريقية الشهيرة، والتى استخدم فيها أحد الطرفين تكنيك حصان طروادة لاختراق الخصم، وعلى غرارها كان المتظاهرون، لاسيما من المنتمين لتيارات الإسلام السياسى، هم حصان طروادة الذى تذرعت به قوى الغرب لتقويض ليبيا.

ومن المفارقات أن بداية عمليات الناتو، والتى قادتها فرنسا، استخدمت نفس اسم الملحمة الأوروبية الشهيرة “فجر الأوديسا”، وبدءًا من 19 مارس، ولمدة 10 أيام متواصلة، قادت فرنسا هجومًا على القوات المسلحة الليبية، بالتحالف مع عدد من الدول، ليتسلم بعد حلف الناتو مهامه فى 31 مارس 2011، ويواصل الضربات المنظمة على القواعد العسكرية الليبية ومقدرات البلد العربى فيما عرفى بعملية “الحامى الأوحد”.

اللافت هنا والجدير بالذكر، أنه تحت زعم حماية المدنيين، وجه الناتو فى الفترة من 19 حتى 31 مارس، أى خلال 10 أيام، 110 صاروخ توماهوك، وهى الصواريخ التى استهدفت الدفاعات الجوية للجيش الليبى ومراكز قيادة ومعسكرات فى المدن الليبية التى لم تكن وقعت آنذاك تحت سيطرة الجماعات المسلحة، علمًا بأن الميليشيات المسلحة من تيارات الإخوان ومتطرفى تيارات الإسلام السياسى بأنواعها الممولة من قطر كانت قد بدأت تفرض سيطرتها على السلاح الليبى على الأرض، عملاً بالتوازى مع الناتو فى تدمير ليبيا.

كما استهدفت صواريخ الناتو القوات العسكرية التى كانت تتمركز على مشارف مدينة بنغازى، وشاركت فى تنفيذ العملية طائرات هجومية وقاذفات صواريخ بعضها على حاملات طائرات أمريكية، وفرنسية متمركزة فى عرض البحر المتوسط، وأخرى فى قواعد عسكرية فى إيطاليا وبعض الجزر فى البحر المتوسط، كما  انطلقت الطائرات من القاعدة الأمريكية فى مدينة شتوتغارت الألمانية، وغيرها من المنصات التى استخدمت، وكأنها حرب عالمية وليس إسقاط شخص اسمه القائد معمر “القذافي”.

قطر تشارك وتسلح مليشياتها الإرهابية

فى 31 مارس سلمت فرنسا المهمة لحلف شمال الأطلسى “الناتو”، ليبدأ عملية عسكرية أطلق عليها اسم “الحامى الاوحد”، وشارك فيها 40 دولة، كان من بينها قطر، والمفترض أنها دولة عربية، وهنا تجدر الإشارة إلى مشاركة قطر فى ضرب ليبيا تميزت بكونها عملية نوعية، وكانت هذه حيلة الإمارة لتسليح الميليشيات الإرهابية على الأراضى الليبية، واتسمت عملياتها الجوية بنقل الاسلحة جوا بين المدن الليبية والدعم اللوجيستى بالسلاح والمال والمسلحين، ووفقًا للوثائق فإن قطر قدمت 4 مقاتلات ميراج 2000 للميليشيات الليبية والمنشقين عن القوات المسلحة، وهو العتاد العسكرى الذى دخل فى إسقاط سبها فى الجنوب الليبى فى أيدى المليشيات الإرهابية المدعومة من قطر.

وانتهت عملية “الحامى الأوحد” بقتل القائد الليبى الشهيد معمر القذافى، حيث استمرت الضربات على ليبيا حتى يوم 20 أكتوبر 2011، وانتهت باستهداف القذافى فى مدينة سرت عندما قصفت الطائرات الفرنسية موكبه الذى خرج به لفك الحصار المفروض على المدينة.

حرب عالمية
وفى دولة واحدة اجتمعت 40 قوة دولية، تحارب جميعها بترسانة عسكرية غير مسبوقة على هدف واحد، وهو إسقاط القذافى، ويكفى الإشارة مثلاً إلى أن بين المشاركين فى الحرب على ليبيا نجد أضخم ترسانة حربية كانت معدة لمواجهة حلف وارسو “المعسكر الشرقي” الذى تتزعمه روسيا، باعتبارها الغريم التاريخى والعدو اللدود للولايات المتحدة الأمريكية بسبب التنافس بين البلدين على زعامة العالم عسكريًا واقتصاديًا.


وجاءت أهم الأسلحة المشاركة فى ضربات الناتو على ليبيا كما يلي:
أمريكا: شاركت بطائراتها [ B2, B52, F22, F16, F18, Awacs3] وغواصة يو اس اس فرجينيا بجانب الدعم اللوجستى الكبير.
فرنسا: شاركت بطائراتها الرافال والميراج وحاملة الطائرت شارل ديجول، والتى بقيت فى عرض البحر المتوسط طيلة أشهر القصف، وكذلك حاملة مروحيات تونير، إلى جانب قواتها البرية على الأرض وغرف العمليات التى كانت تقود العمليات الميدانية وتخطط للمجموعات المسلحة.

بريطانيا: شاركت بطائراتها التايفون والتورنادو، بجانب حاملة المروحيات “إتش إم إس أوشين”، وغواصة وسفينتين حربيتين.
كندا: شاركت بطائراتها هورنت، وقدمت طائرات بولاريس للتزويد بالوقود فى الجو.

وإلى جانب هذه القوى الرئيسية، ساهمت فى العمليات العسكرية دول أخرى منها ايطاليا، والدنمارك، وإسبانيا، وبلجيكا، وتركيا، وهولندا، وبلغاريا، ورومانيا، والسويد، واليونان، بالإضافة إلى دول عربية، أبرزها قطر.

الجيش الليبى صخرة اتعبت الناتو

الحقيقة أن من يتابع كيف لملم الجيش الوطنى الليبى جراحه، وأعاد ترتيب لواءاته وصفوفه، برغم الضربات العسكرية والانشقاقات الداخلية، وهجمات الميليشيات الإرهابية الممولة من قطر وتركيا علنًا، يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك كيف أظهرت القوات الليبية قدرة عالية فى التعامل مع معطيات المعارك، وبرغم تقليم أظافرها وخسارة الغطاء الجوى والدفاعات الجوية منذ بدء المعركة، إلا أن قوة المواجهة جعلت حلفاء الناتو يعيدون حساباتهم مرة أخرى.

المعتصم بالله وجبران

ليس هذا فقط، بل إن صخرة الجيش الليبى كانت كفيلة بأن تجعل عدة دول تتردد فى الاستمرار فى العملية العسكرية، وبعد أن كانت التوقعات تؤكد أنها لن تستمر إلا أيام، طالت لتصل إلى أشهر عديدة، ما أجبر فرنسا وبريطانيا على أن يدخلا بالعملية إلى مرحلة جديدة فى يونيو 2011 بمشاركة ودعم من وحدات الأباتشى، وربما كان الاستمرار لدوافع تأكيد إرث استعمارى فى الأراضى الليبية بما يخول لهم، دونًا عن بقية حلفائهم، السحب على المكشوف من ثروات ليبيا وشعبها المكلوم.

تفاصيل وأرقام مرعبة
وهنا يجب أن نورد تلك الاحصائية التى قدمها قائد العملية العسكرية، تشارلز بوشارد، إلى السكرتير العام لحلف شمال الأطلسى “الناتو”، أندرسن فوج راسموسن، فى أعقاب انتهاء العمليات، والتى كشفت عن أن:
12.909  ـ هو عدد القوات المشاركة فى الحرب على ليبيا على الأرض.
8.507 ـ هو نصيب الأسد للولايات المتحدة بين المشاركين.
1.300 ـ مشاركة بريطانيا.
800 ـ مشاركة فرنسا.
560 ـ مشاركة كندا.
500 ـ مشاركة إسبانيا.
205 ـ مشاركة رومانيا.
200 ـ مشاركة هولندا.
170 ـ مشاركة بلجيكا.
160 ـ مشاركة بلغاريا.
140 ـ مشاركة النرويج.
122 ـ مشاركة السويد.
120 ـ مشاركة الدنمارك.

إن رواية الناتو نفسها تؤكد أن المسألة برمتها لا علاقة لها بمزاعم حماية المدنيين الليبيين أو زراعة الديمقراطية فى أرض ليبيا، إذ كشفت الروايات المتواترة عن الحلف العسكرى الغربى أن التجهيز لتلك العملية بدأ أصلاً يوم 9 مارس بمراقبة دقيقة جوًا وبحرًا، أى قبل صدور قرار مجلس الأمن رقم 1973، حيث كانت طائرات المراقبة الجوية بوينجBoing E ، وطائرات الرافال المقاتلة والقاذفة بجراب الاستطلاع، والتى حلقت من حاملة الطائرات شارل ديجول Charles Degaulle (R91).

وبدأت 8 طائرات رافال تحلق فى الأجواء الليبية يوم 19 مارس 2019، ولمدة ساعتين ونصف، ثم التحقت أمريكا بطائرات F-18 على متن يوس إس إس.

وفى يوم 24 مارس 2011، دمرت الرفال الفرنسية طائرة مقاتلة ليبية طراز سوكو جاليب، والتى كانت تحط فى مطار مصراتة، وكذلك تحطيم 5 طائرات من نوع جاليب وmi35، حيث كانت المرحلة الأولى تهدف إلى تدمير الدفاعات الجوية الليبية من خلال قصفها على الأرض، بما فيها من مسارات ورادارات، مستخدمة الصواريخ المضادة للرادار والقنابل الموجهة بالليزر.

وواصلت قوات الناتو عوانها على الجيش الليبى، واستخدمت 124 صاروخ توماهوك أطلقتها المدمرات الأمريكية والبريطانية لتدمير 20 هدف عبارة عن مراكز للاتصالات الاستراتيجية وأنظمة الدفاعات ومضادات للصواريخ.

وقصفت طائرات التورنادو البريطانية مناطق فى طرابلس، وأطلقت القاذفات الأمريكية فقد أطلقت 45 قنبلة JDAM  على مطار القرضابية، جنوب سرت.

واستمرت عمليات الناتو بآلاف القذائف تستهدف أصول الجيش الوطنى الليبى، كان من بينها دبابات حربية بالقرب من مدينة بنغازى، وانضمت 15 طائرة أمريكية إلى الطائرات الفرنسية، والتى استهدفت تدمير مجموعة من السيارات والمركبات المدنية والعسكرية التابعة للنظام الليبى.

ثم تحولت العمليات الجوية إلى مستودعات الذخيرة ومراكز الصيانة وقاعدة الجفرة الجوية، بهدف تدميرها جميعًا، بجانب تدمير 7 دبابات من نوع T-72 بواسطة طائرات تورنادو GR4 مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات وطائرات ميراج 2000.

وما بين يوم الخميس 31 مارس و 7 أبريل 2011، قامت طائرات القوات الجوية والقوات البحرية الفرنسية بما يقارب من 900 ساعة طيران، 120 طلعة جوية، 24 طلعة للاستطلاع، 13 للكشف والمراقبة، 22 طلعة لتزويد الوقود، 28 طلعة لتزويد الوقود من نوع خاص، 22 خرجة للدفاع الجوى من الجنوب، وقد قامت الطائرات الفرنسية منذ أول أبريل بتدمير دبابة غرب مصراتة وفى اليوم الموالى دمرت 5 مركبات مدرعة فى منطقة سرت، وخلال يوم 3 أبريل 2011، دمرت 3 ناقلات للدبابات بمنطقة رأس لانوف، ويوم 5 أبريل دمرت سيارة جنوب البريقة، وفى اليوم الموالى دمر موقعين لاطلاق مضادات الطائرات فى جنوب زليطن و100 كلم جنوب سرت، وفى يوم 10 أبريل تدخلت قوات الناتو بضربات للقوات الليبية فى محيط كل من أجدابيا ومصراتة.

وفى يوم 27 أبريل 2011 قامت طائرات ميج 2000 الفرنسية بقصف العديد من المركبات وخلال فاتح يونيو واليوم الثالث والرابع من نفس الشهر، تم قصف طرابلس بشكل مكثف وقامت طائرات الهيلكوبتر الحربية الفرنسية من نوع تيجر والهيليكوبتر البريطانية، بتدمير 20 هدف منها 15 مركبة ومركزين للقيادة، وفى اليوم السابع قصفت مواقع بوسط العاصمة طرابلس ب 60 قنبلة أدت إلى 32 قتيل و 150 جريح .

وقامت مروحيات ما بين يوم 9 و16 يونيو بأكثر من 250 طلعة جوية بزيادة 30 طلعة مقارنة مع الاسبوع الذى سبق، حيث أن 146 منها كانت هجومية على الارض، فدمرت 60 هدف مقسمة على 20 مبنى وأكثر من 40 آلية عسكرية، فى منطقة مصراتة، طرابلس والبريقة، ويوم 13 يونيو قامت مروحيات تيغر وغازيل المنطلقة من حاملة المروحيات BPC tonner، بتدمير الدفاعات المضادة للطائرات والآليات العسكرية ومركبات وسفن ليبية فى منطقة زليطن، وغيرها من العمليات.

وتشير إحصائيات حلف  الناتو ذاته، والتى أعلنها بتاريخ 2 نوفمبر 2011، إلى قوام المشاركات الحربية، والتى تمثلت في:
القوات العسكرية: أكثر من 260 طائرة (طائرات مقاتلة، وطائرات المراقبة والاستطلاع، وطائرات بدون طيار ومروحيات هجومية، وطائرات التزود بالوقود).

21 قطعة بحرية (سفن الإمدادات، وفرقاطات ومدمرات وغواصات وسفن هجومية برمائية وحاملات الطائرات).
ما يقرب من 000 جندى من عدة دول.

العمليات الجوية: أكثر من 26.500 طلعة جوية، منها 9700 طلعة قصف جوى، بالإضافة إلى طلعات ضرب لتحديد الأهداف ولم يستعمل السلاح فى كل مرة.

وقد استهدفت تلك القوات الهائلة تدمير أكثر من 5900 هدف، بما فيها الأهداف العسكرية والمدنية، وأكثر من 400 مدفعية وقاذفات صواريخ، وأكثر من 600 دبابة أو عربة ومدرعة.

دول الناتو تدين نفسها
وبعد انتهاء العمليات على ليبيا انهال سيل من الاعترافات الدولية ممن شاركوا فى العدوان على ليبيا، لا سيما بعدما أصبحت البلد مرتعًا للمليشيات الإرهابية، والتى استغلت تركيا وقطر مشاركتها فى عمليات الناتو لإدخالها إلى البلاد وإمدادها بالسلاح والمال، وتحولت ليبيا بضربات الناتو وتربص محور الشر (القطرى ـ التركي) إلى بؤرة للإرهاب الإقليمى تمكنت منها جماعات الإسلام السياسى، بما فيهم داعش والإخوان والقاعدة.

وتوالت اعترافات رؤساء الدول الكبرى، وأقر الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما بخطأ التدخل الخارجى فى ليبيا، كما أقر بذلك الرئيس الفرنسى أولاند، إلا أنه حمّل سلفه ساركوزى مسؤولية إقحام فرنسا فى الهجوم على ليبيا، وكذلك عبرت العديد من الدول وساستها عن خطأ التدخل فى ليبيا، وسوء تقدير العمليات العسكرية فى ليبيا.

حتى مجلس العموم البريطانى نفسه، أدان التدخل العسكرى فى ليبيا، والذى كان بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على رأس المشاركين فيه، وأكد فريق برلمانى أن التدخل كان بناءً على معلومات خاطئة.

أسلحة المحرمة
وكانت مفاجئة خطيرة كشف عنها نورى الدروقى، الأكاديمى المتخصص فى السياسات الإشعاعية والباحث بمركز البحوث النووية فى ليبيا، حيث أكد أن الناتو ارتكب جرائم حرب بحق أبناء ليبيا خلال هذا التدخل العسكرى، وفوق جريمة استهداف البنى التحتية الليبية، استخدمت قوات الناتو أسلحة محرمة دوليًا.

وقال الباحث النووى فى تصريحات صحفية، إنه تم تكليفه من قبل حكومة الوفاق، للتأكد من حقيقة استخدام الناتو لليورانيوم المخصب، مؤكدًا أنه أخذ عينات من أحد المعسكرات الذى تعرض للقصف بأكثر من 100 قذيفة، وتبين أن الناتو استخدم ذلك العنصر المحرم دوليًا، موضحًا أن الغبار الناتج عن القصف باليورانيوم تشعب فى التربة بسبب الأمطار الكثيفة فى ليبيا عام 2017 وتخزن اليورانيوم فى المياه الجوفية، ما يعنى تهديدًا لمستقبل الأجيال الليبية.

وأشار الباحث النووى إلى تواطئ بين المبعوث الأممى غسان سلامة، وحكومة الوفاق لإخفاء التقرير الذى تسلمه الإثنين منذ سنوات دون اتخاذ أى جراء بشأنه، وكأنه لم يكن.


ولم تقتصر ضربات الناتو على الأهداف العسكرية والبنى التحتية الليبية، فقد استهدفت كذلك مدنيين، وسقط مئات الضحايا من الليبيين خلال غارات الناتو، والتى طالت مناطق مختلفة بالعاصمة الليبية طرابلس، منها غرغور، وسوق الجمعة، وبوسليم، وباب بن غشير، وراح فيها من الضحايا المدنيين عائلات وأسر بأكملها، وكان من بين ضحاياها سيف العرب، نجل القذافى.
وفى منطقة ماجر جنوب مدينة زليتن وقعت مجزة فى 8 اغسطس 2011، راح ضحيتها 84 شخص من بينهم أطفال ونساء، ونالت كل من سرت وبنى وليد نصيبهما الأوفر من الاستهداف بالغارات التى راح ضحيتها المدنيين ودمرت فيها مؤسسات الدولة المدنية بما فيها المدارس والمستشفيات، ففى شهر أغسطس قتل 13 شخص مدنى فى غارة واحدة فى بنى وليد، إضافة إلى استهداف بيت المواطن فتحى جفارة الذى قتلت عائلته بالكامل، وفى 15 سبتمبر قتل 56 شخص مدنى فى مدينة سرت فى عملية قصف مزدوج، كما قامت طائرات الناتو باستهداف عشرات المدنيين فى منطقة العرقوب جنوب مدينة البريقة، وأصبحت المدينة بعدها تحت سيطرة المجموعات المسلحة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى