خاص قورينا// ليبيا والمعارضة التشادية سلاح.. مال.. لوجيستك (2-2)

تشاد على نار وليبيا تحترق بـ“جناية حفتر وجويلي” باللعب بـ“مرتزقتها“.. السلاح والأموال تفاصيل جديدة
اقتربت صحيفة نيويورك تايمز، من الحقيقة في ليبيا فيما يخص مرتزقة تشاد، الذين احتلوا ليبيا واستوطنوا المنطقة الجنوبية بشكل شبةكامل، استغلالا للفوضى والحرب بين أطراف فبراير بعد عام 2011 واشتدادها بعد بدء عملية الكرامة بقيادة حفتر 2014.
وأكدت نيويورك تايمز، في تقرير نشر مؤخرا عما يجري في تشاد ويُسمع صداه بقوة في ليبيا، أن الجبهة من أجل التغيير والوفاق، التيقادت التمرد في تشاد مؤخرا والذي انتهى بمقتل إدريس ديبي، استخدمت فراغ السلطة في ليبيا وجمعت السلاح والمال للتحضير لمحاولةالانقلاب على الرئيس التشادي.
https://1osxmfhwk437nzd724qu2fvt-wpengine.netdna-ssl.com/wp-content/uploads/2019/06/new-water-mark-Recovered-4.jpg
وأضافت نيويورك تايمز، أن حفتر هو الذي وظف هؤلاء المرتزقة التشاديين، في حربه وقاتلوا في صفوفه بأسلحة قدمتها الإمارات. مؤكدة أنهمكانوا يتمركزون في قاعدة “الجفرة الجوية” وسط ليبيا.
ولفتت نيويورك تايمز، أن الجبهة من أجل التغيير والوفاق التي يتزعمها مهدي علي، دعمت حفتر بشكل واسع منذ 2019، وبالخصوص بعدمابدأ حملته للاستيلاء على طرابلس، والذين لعبوا دورا رئيسيا في دفعه نحو العاصمة.
وقالت: إن الأموال والأسلحة والخبرة التي جمعها مرتزقة تشاد والسودان، يتم استخدامها الآن في بلدان أخرى.
كما كشفت نيويورك تايمز، إنه بعد انهيار هجوم حفتر على طرابلس، وإعلان وقف إطلاق النار أكتوبر الماضي، بدأ المرتزقة التشاديونتمردهم ضد إدريس ديبي في 11 أبريل الجاري، وأحضروا معهم بعض الأسلحة المتطورة من ليبيا ومنها المركبات المدرعة، وباقي الأسلحةالحديثة التي ظهرت في الهجوم الأخير.
في السياق ذاته، كان تقرير حديث صدر عن السفارة الأميركية، قبل مقتل ديبي بساعات، عبّر عن قلق واشنطن من تحركات مريبة لفصائلتشادية مسلحة، تسللت من ليبيا إلى تشاد، بهدف زعزعة أمنها، والانقلاب على نظام رئيسها، الذي فاز أخيراً بولاية سادسة لحكم البلاد وهوما تحقق بالفعل.
https://i.middle-east-online.com/styles/social_image_1024x512/s3/2018-06/%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF.jpg?utiCwOHDqsd0ui8HPThiAsqCAF_2JiEX&itok=XrBqQsr9
ووفق لـ“اندبندنت عربية“، لطالما شكلت تحركات فصائل المعارضة التشادية، انطلاقاً من ليبيا صداعاً مزمناً للسلطات في نجامينا، بعدتنامي خطرها وقوتها خلال العقد الأخير بعد 2011، بالاستفادة من الوضع الأمني الهش في الجارة الشمالية ليبيا، وانتشار السلاح فيهاوسهولة تهريبه إلى داخل تشاد، بسبب ضعف القبضة الأمنية على الحدود المشتركة بين البلدين.
إدريس ديبي، نفسه وقبل وفاته، اشتكى في حوار صحفي من الأوضاع في ليبيا، وانعكاساتها الخطيرة على الدول الأفريقية التي تربطهابها حدود مشتركة، ووصف النشاط المسلح للجماعات والتنظيمات المعارضة المسلحة، جنوب ليبيا بـ “الشر” الذي ابتُليت به منطقة الساحلوالصحراء في أفريقيا.
ونقل عنه القول، إن تشاد تواجه خطر الجماعات المتمردة التي تهاجم الجيش التشادي مراراً في منطقة جبال تيبستي الحدودية المشتركة معليبيا، حيث تستخدم الجنوب الليبي كقاعدة خلفية لنشاطاتها.
وقال بوضوح انهم يقاتلون في صفوف الميليشيات المتطرفة غرب ليبيا وجنوبها– بالطبع كان معروفا أن حفتر على علاقة طيبة بـ“ديبي” منذأيام الخيانة واللجوء في الثمانينيات في تشاد.
https://www.france24.com/ar/20181017-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%AD%D9%81%D8%AA%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%AC%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%86%D8%A7
وكانت “فرنسا 24″ قد رصدت لقاءا لحفتر مع إدريس ديبي، في أكتوبر 2018 وكان انذاك هو اللقاء الثاني لهما خلال أقل من شهرين وقالتفرانس24: انه لم يتم تسريب اي معلومة عن اللقاءين، لكنه كان معروفا بالطبع ان لقاء حفتر– ديبي كان في إطار التجهيز للحرب علىالعاصمة طربلس، بعد ذلك بأقل من 6 اشهر. ولم يكن خافيا بالطبع أن “ديبي” نفسه يدعم حفتر في حربه داخل ليبيا عبر قنوات مختلفة.
https://s.france24.com/media/display/06e3a7ba-e042-11e9-bde4-005056a98db9/w:1280/p:16×9/haftar-archive_0_0.webp
المقزز، أن حفتر الذي كان حليفا قويًا لإدريس ديبي، وقابله أكثر من مرة لم يتورع خلال الأعوام الأخيرة كذلك عن التحالف مع الجبهاتالمتمردة على حكمه والتي تحاربه انطلاقا من جنوب ليبيا!!
وتكشفت الكثير من المعلومات، عن جبهة التغيير والوفاق التي قتلت ديبي وقادت الهجوم الأخير، ويقودها مهدي علي محمد، الذي درس فيفرنسا وتولى إحدى الوزارات في 2005، ثم في 2015، انتقل “مهدي” إلى ليبيا، حيث عمل مسؤولا على إعادة تنظيم قوات محمد نوري،الزعيم التاريخي للتمرد التشادي، قبل أن يعلن إنشاء “الجبهة في أبريل 2016.
ووفقا للباحث المتخصص في شؤون تشاد، جيروم توبيانا، في تصريح نقلته وكالة رويترز، فإن حفتر منحهم معدات ثقيلة. قائلا: إن حفتريسمح للقوات الأجنبية بالاحتفاظ بالمعدات التي يمنحهم إياها أو ما يصادرونه من قوات ليبية أخرى“. وكشف توبيانا: أن الجبهة دفعت إلىتشاد بما يتراوح بين 400 و500، مركبة يمكن أن تحمل عدة آلاف من المقاتلين ومن المحتمل أنها لم تجلب كل قواتها من ليبيا.
https://www.france24.com/ar/%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/20210422-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%85%D8%B1%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D9%88%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%AF%D9%8A%D8%A8%D9%8A-%D8%A8%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AD-%D8%A3%D8%AF%D8%AA-%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87
وبالرجوع الى “اندبندنت عربية“، فإذا كانت بعض فصائل تشاد على علاقة متينة بحفتر، واستخدمهم ولا يزال في ليبيا.
فإن الميليشاوي أسامة الجويلي، استقدم الآلاف من مقاتلي المعارضة التشادية في الحرب ضده كذلك.
https://www.jaridatelfejr.com/wp-content/uploads/2020/05/FB_IMG_1589890287729-750×375.jpg
ورجح المحلل السياسي التشادي علي موسى، لـ “سكاي نيوز عربية“، أن المخاوف تنحصر في أن ينعكس تأزم الوضع في تشاد على ليبيا.
ويؤكد موسى: ليبيا الآن الحاضنة الوحيدة للحركات المسلحة، ولن تكون ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف، بل نقطة للتجمع والانطلاقلتذكية الصراع الفترة المقبلة.
وحذر المحلل التشادي، من إمكانية اتساع رقعة الصراع، إلى أن تشمل دول الساحل ووسط إفريقيا، والتي ستكون في حينها “مهددة” بشكل حقيقي.
وعن السيناريوهات التي يمكن أن تحدث في حالة انفجار المشهد في تشاد، قال موسى: سيزداد تهريب البضائع بما يستنزف الاقتصادالليبي، كما سيرتفع وتيرة تدفقات اللاجئين بشكل غير مسبوق، وقد نشهد موجة نزوح بما لا يقل عن 100 ألف شخص من الشمال التشاديإلى جنوب ليبيا، علاوة على رواج “التجارات” غير المشروعة للسلاح والمخدرات وتهريب البشر.
وخلال الساعات الأخيرة تحولت السيناريوهات الى واقع مرّ، بعدما أصدر مجلس حكماء وأعيان مدينة مرزق، بيانا حملوا فيه حكومة الوحدةالوطنية المؤقتة، مسؤولية التأخر في فرض الأمن بالمنطقة الجنوبية وتأمين الحدود.
وقال أعيان مرزق: على خلفية ما حذرنا منه في بياننا السابق، من الاوضاع في تشاد وما قد ينتج عنه حالات نزوح إلى مدن وقرى الجنوبالغربي ومدينتنا وحوض مزرق خاصة، فها هي تحذيراتنا باتت واقعا على الأرض، بعدما تدفقت أفواج النزوح إلى “أم الأرانب ومدينةمرزق”، واستباحت ليبيا.