نيويورك تايمز: هكذا يسترضي أردوغان بايدن وهذا ما يرعبه
"قورينا" تترجم التقرير وليبيا على الطاولة

مع اقتراب لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ أردوغان، كشفت نيويورك تايمز، في تقرير تحليلي، محاولات “أردوغان أنقرة”، استرضاء بايدن بكل الطرق وما يرعبه قبل اللقاء، في ظل انهيار الليرة التركية وبعد رحيل ترامب..
“قورينا” ترجمت التقرير لقرائها لأهميته … وإلى النص الحرفي له:-
……………
مع رحيل ترامب واستمرار معاناة اقتصاد تركيا، يحاول أردوغان الآن، تهدئة القادة الغربيين بدلاً من استعدائهم. لكن إلى أي مدى يمكن أن ينجح في ذلك؟!
فعلى مدى السنوات الأربع الماضية، سحق أردوغان بوقاحة خصومه في الداخل وتعاطف مع موسكو، وفيما كان يغدق العقود الحكومية على حلفائه، وينشر القوات التركية على المستوى الإقليمي أينما رأى ذلك مناسبًا، فإن إدارة ترامب غضت الطرف عن ذلك.
ولكن مع وصول أردوغان إلى بروكسل، لحضور اجتماع حاسم لحلف شمال الأطلسي، الإثنين، فإنه يواجه إدارة بايدن الأكثر تشككًا، كما هو الحال مع الزعماء الآخرين الذين مكنهم ترامب ذات مرة.
واللقاء بالنسبة لأردوغان ليس بسيطا، فبسبب جائحة كورونا وسوء إدارته للاقتصاد، فإنه يواجه ضغوطًا محلية شديدة ومع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، والليرة الضعيفة، التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة ديون، فالوضع خطير.
لذلك تراجع أردوغان، عن نهجه وخففّ بالفعل من مواقفه بشأن العديد من القضايا، على أمل تلقي “استثمارات” في أمس الحاجة إليها قبولاً من الغرب – وهو أمر لا تستطيع روسيا توفيره، لذلك يحاول طمأنة القادة الغربيين، ولذا أوقف التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط ، وهو نشاط أثار حفيظة الناتو، كما انه أزعج موسكو من خلال دعم أوكرانيا ضد تهديدات روسيا، وبيع طائرات مسيرة تركية الصنع إلى بولندا.
ومع كل – وفق تقرير نيويورك تايمز، فلدى أردوغان بعض الأوراق المهمة للعبها، فوجود تركيا في حلف شمال الأطلسي، ودورها كمحطة طريق لملايين اللاجئين، ووجودها العسكري في أفغانستان قد منحه نفوذاً حقيقياً على الغرب. لذلك من غير المرجح، أن يعكس انجراف أردوغان نحو الاستبداد وعلاقته العميقة مع بوتين وشرائه لنظام الدفاع الجوي الروسي S-400 المتطور، صدامًا ضخما مع الولايات المتحدة الأمريكية.. لكنه قلق.
أحد الأسئلة المطروحة بقوة.. هو إلى أي مدى يمكن دفع أردوغان في اتجاه بايدن قبل أن يشعر بالإحباط، أويلقي نصيبه أو”مصيره” مع الكرملين أو حتى الصين؟
وتحت عنوان “كيف لا تخسر تركيا وأنت تحاول كبح جماح أردوغان؟” قال نيجار جوكسل، مدير مشروع تركيا لمجموعة الأزمات الدولية، إنه كما هو الحال مع بوتين، لايزال نهج بايدن تجاه أردوغان هو الحفاظ على مسافة منه، ومحاولة تجنب الخلافات والتعامل مع الأمور على المستويات الدبلوماسية الأدنى.
فمنذ توليه الرئاسة، تحدث بايدن مع أردوغان مرة واحدة فقط، وكان ذلك لإبلاغه أن الولايات المتحدة، تعتبر مذبحة الأرمن في الأيام الأخيرة للإمبراطورية العثمانية إبادة جماعية. وفي حين أن هذا كان إهانة لـ أردوغان، وربما أثار نوبة غضب من جانبه في السنوات السابقة، إلا أنه قوبل برد فعل صامت، إلى جانب الوعد بعقد اجتماع في قمة الناتو.
وأضاف جوكسل، أردوغان شعر بفتور إدارة بايدن، وهو يحاول إيجاد طريق للمضي قدمًا عندما يتأكدون أنه لا يسجل نقاطًا سياسية، وتريد أنقرة بشدة إخراج البلاد من أزمة اقتصادية عمقها الوباء، الذي دمر صناعة السياحة الحيوية في تركيا، كما أنها حريصة على تجنب المزيد من العقوبات الأمريكية، التي فُرضت بعد أن اشترى أردوغان نظام الصواريخ S-400 من روسيا.
وعلق أوزغور أونلوهيسارجيكلي، مدير صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في أنقرة، إنه بينما لا تزال الانتخابات التركية على بعد عامين، فإن خصومه يتمتعون بزخم كبير. مضيفا: إن الأتراك سيصوتون وفقًا لحالة الاقتصاد ، ولهذا السبب وحده فهو بحاجة إلى الاجتماع مع بايدن.
من جانبه أكد أردوغان، لرجال الأعمال الأمريكيين خلال مناقشة حول مائدة مستديرة افتراضية الشهر الماضي، أن الاجتماع مع بايدن سوف “يبشر بعصر جديد” ، مضيفًا: “لدينا إمكانات جادة للتعاون مع الولايات المتحدة في نطاق واسع من سوريا إلى ليبيا، من مكافحة الإرهاب إلى الطاقة ومن التجارة إلى الاستثمار”.
وتعود العلاقة الشخصية للزعيمين إلى سنوات عديدة – حيث زار بايدن أردوغان في منزله في عام 2011، عندما كان يتعافى من وعكة صحية، لكنهما لا يزالان متباعدين في مجموعة من القضايا، وتعد أصعب الخلافات بين الدولتين بلا شك، هو رفض أردوغان التراجع عن شرائه صواريخ إس -400، الأمر الذي جعل تركيا لدولة الوحيدة في الناتو التي ستتلقى عقوبات أمريكية، وتمت إزالتها من برنامج F -35 للطائرات المقاتلة.
لقد تفاوض أردوغان، لشراء بطارية ثانية من روسيا، ولكن مع التهديد بفرض مزيد من العقوبات، يبدو أنه مستعد لإلغاء هذه الصفقة، لكن في تصميم شراء أردوغان على شراء منظومة S-400، فإن ذلك يكمن في عدم ثقته الشخصية في واشنطن، التي يعتقد أنها عازمة على رؤية غيره يحل محله، وتم تعزيز هذا الاعتقاد فقط العام الماضي، خلال الحملة الرئاسية لعام 2020، بعدما قال بايدن إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم المعارضة في تركيا.
ومع ذلك هناك مخاوف كذلك، من أنه إذا تم الضغط عليه بشدة، فإن أردوغان، الذي يحتاج بشدة إلى طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، قد يشتري طائرات سوخوي الروسية، كما أن هناك قلق أيضًا بشأن حوالي 50 قنبلة نووية أمريكية مخزنة في قاعدة إنجرليك الجوية التركية، الخاضعة للسيطرة التركية الأمريكية المشتركة؛ وقد هدد أردوغان في أوقات مختلفة بطرد الأمريكيين.
وبالنسبة لقضايا أخرى، فإن تركيا لأسبابها الخاصة تريد الاحتفاظ بوجودها في أفغانستان، حيث لها انتماء طويل وتاريخ ودين مشتركان.
وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفع المبعوث الأمريكي الخاص، زلماي خليل زاد، إلى مطالبة أردوغان بالتفكير في الحفاظ على وجود عسكري هناك عندما بدأ زاد المفاوضات مع طالبان بشأن انسحاب الولايات المتحدة. ولكن مع اقتراب الموعد النهائي لهذا الانسحاب في وقت مبكر من الشهر المقبل، أخرّ أردوغان تقديم التزام، ما خلق قلقًا في العواصم الأوروبية بشأن الحفاظ على الوصول الآمن إلى مطار كابول لسفاراتهم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في وقت سابق هذا الشهر إن تركيا ستبقى في أفغانستان، إذا حصلت على دعم سياسي ومالي ولوجستي من حلفائها.
أما بخصوص “ليبيا“، فقد أثار التدخل العسكري التركي الصيف الماضي غضب الكثيرين، وقد يكون مجال آخر للاتفاق المحتمل، بعدما نجحت تركيا في وقف هجوم مدعوم من روسيا على العاصمة طرابلس، ما خلق شريان حياة للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة هناك وعرض فرصة للتوصل إلى تسوية تفاوضية للحرب.
من جانبه علق سونر كاجابتاي، مدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بالقول: “يعرف بايدن أنه قد يتعين عليه الاختيار بين تركيا والديمقراطية عندما يلتقي أردوغان وهذا هو الأمر.
مصادر التقرير
http://https://www.nytimes.com/2021/06/13/world/europe/biden-erdogan-turkey-nato.html
http://https://www.nytimes.com/2021/06/13/world/europe/biden-erdogan-turkey-nato.html