تقارير

تقرير خاص “قورينا” الزلزال التونسي.. يُعري إخوان ليبيا ويقوّض وجودهم بالمشهد السياسي قبيل انتخابات ديسمبر

في الوقت الذي يرى فيه خبراء، أن الوقت لا يزال مبكرًا لتقييم القرارات الشعبية العاصفة، التي اتخذها الرئيس التونسي، قيس سعيد، عقب حالة احتقان شعبي تونسي فاقت العام، وتردي اقتصادي واجتماعي وصحي بالغ، علاوة على احتجاجات مدوية في العديد من المدن التونسية، تندد بحكم حركة النهضة الإخوانية والفشل في إدارة أمور البلاد وأحرقت العديد من مقراتها.

يقول آخرون، أن الهدف الرئيسي لقرارات الرئيس قيس سعيد، قد تحقق بالفعل، وأن “العجلة” لن تعود إلى الوراء ثانية، بعدما تم إسدال الستار عن حقبة إخوانية مريرة في تونس، بعدما اختطف قياديي النهضة، تحت زعامة الإخواني، راشد الغنوشي العائد من رحلة هروب إلى لندن استمرت 20 عامًا، الدولة التونسية بعد أحداث ما سمي بالربيع العربي.

وبرأيهم ووفق أي سيناريوهات قد تطرأ على المشهد التونسي، سواء أعمال عنف وإرهاب ضخمة ومتوقعة من جانب تنظيم الإخوان في تونس، أو غيرها من السيناريوهات التي قد يلجأون لها فقد أطيح بالغنوشي. والسيناريو الأقرب هو العودة مجددًا للسجن الذي دخله مرات عدة من قبل.

كما كشفوا أن الضربة الهائلة لإخوان تونس، وبالخصوص بعدما تم “تمريغ كرامتهم في الوحل” والاعتداء على مقراتهم وحرقها، ستؤثر كثيرا على تواجدهم في الانتخابات التونسية المقبلة، هذا في حال بقوا في المشهد.

كما لفتوا، أن الضربة في تونس، سيكون لها صداها الواسع في ليبيا، وأنها ليست فقط انتصار لتونس ولكن “نجاة لليبيا”.

حيث سيصعّب على إرهابيي ليبيا،- وبالخصوص من جانب تنظيم الإخوان والجماعة المقاتلة الموالية لهم ولتنظيم القاعدة- الإبقاء على حالة العناد السياسي في ليبيا، وإفشال كل مسارات التسوية السياسية كما هو حادث اليوم، فلا اتفاق على المناصب السيادية بسبب الإخوان، ولعبة عقيلة صالح رئيس برلمان طبرق المنتهية ولايته، ولا اتفاق على “ميزانية” أهدر الدبيبة أكثر من نصفها ضمن ميزانية الطوارىء وغيرها قبل أن تعتمد.

وليس هناك اتفاق على القاعدة الدستورية، بسبب “إخوان ليبيا”، والأدهى شن حملة سافرة على المفوضية العليا للانتخابات، بغرض تهديمها وإعاقتها عن دورها قبيل شهور قليلة من ديسمبر 2021 فالعاصفة في تونس ستقتلع حتما أشجار الإرهاب في ليبيا وتؤثر كثيرا على عمل قيادات الإخوان.

وقال محللون، إن تراجع نفوذ حركة النهضة الإخوانية سياسيًا وشعبيًا في تونس، سيقطع بالتأكيد خط إمداد نظرائهم في ليبيا، كما قد يتسبب أيضا في زعزعة الوجود التركي في الجارة الشرقية ليبيا.

وعلق المحلل السياسي، مختار الجدال، أن ما حدث في تونس زلزال ضد الإخوان، سيكون له ارتداد قوي على إخوان ليبيا لافتًا إلى إنه إذا ما نجح التونسيون في استكمال استئصال الإخوان وتحجيم دورهم السياسي، سيؤدي ذلك بالفعل، إلى قيام الليبيين بنفس المهمة التي قد يراها البعض صعبة، وسيكون ذلك في ديسمبر المقبل من خلال صناديق الانتخابات، وهى الفرصة التي ستكون سانحة لاستئصالهم من البلاد على حد تصريحاته لـ”سكاي نيوز عربية”.

وشدد الجدال، أن دعم الأخوان في تونس يأتيهم من تركيا وقطر عبر استثماراتهم في تونس نفسها، أما دعم الإخوان في ليبيا فيأتي، تحت ستار تحويل أموال الدعم العلاجي لمصحات بعينها، وكذلك عبر استيراد السلع التونسية عن طريق الشركات الإخوانية المستفيدة وطرق شتى.

في السياق ذاته قال المحلل التونسي، رافع الطيب، إنه بعد نجاح الانتفاضة الشعبية ضد الإخوان في تونس، وبروز العداء الشعبي الواسع لحركة النهضة الاخوانية، شعر إخوان ليبيا أن ظهرهم أصبح عاريا على عدة واجهات.

وشدد الطيب، على أن “البروبجندا الإخوانية” في ليبيا كانت تعتمد في دعايتها على “النموذج النهضوي” – نسبة الى حركة النهضة- والذي تقدمه كأحسن دليل على قبول الإخوان لقانون التداول السلمي للسلطة، لكن بعد خروج الشعب التونسي، للشوارع وإسقاط المنظومة برمتها، انكشف زيف هذه الإدعاءات تمامًا.

ولفت الطيب في تصريحاته ل”سكاي نيوز عربية”، أن خروج حركة النهضة من السلطة سيكشف عن بعض الملفات التي ترقد في أدراج المحاكم، وسيفضح جوانب مظلمة من شبكات التمويل الإخوانية وارتباطاتها، علاوة على أن الوجود التركي في ليبيا ذاته، بات مهددًا جراء هذا الزلزال في تونس.

وعلى مدار سنوات، ترأس فيها الإخواني راشد الغنوشي برلمان تونس، لم يمر يوما دون أزمة مع أحد القوى السياسية التونسية، وهو الأمر الذي بلغ ذروته، عقب اختلاق صراع مع الرئيس التونسي قيس سعيد، والمساعي الحثيثة من جانب الحركة لسحب الصلاحيات الدستورية من الرئاسة، وعزل “قيس سعيد”، فضلا عن احتدام الأزمات مع القوى السياسية والحزبية كافة، فـ”غنوشي تونس”، تمكن من رقبتها ومفاصلها عبر آداة مجلس النواب وتشكيل الحكومات المتعاقبة.

ويكشف التاريخ المثير، ل”راشد الغنوشي” الكثير عن ظلاميته، فهو الإخواني الذي عاد إلى تونس بعد 20 عامًا قضاها في لندن هربًا من الاعتقال، وبالرغم من استغلاله مناخ الحريات بتونس في تأسيس حزب النهضة، وكان اسمه في السابق حركة الاتجاه الاسلامي، إلا أنه وبسبب التآمر على الدولة التونسية، حكم عليه عام 1987 بالأشغال الشاقة المؤبدة،ثم ما لبث أن أفرج عنه بعد عام واحد، وفي عام 1989غادر تونس إلى الجزائر ثم في عام 1991 وصل لندن، واستقر بها هربًا من أحكام قضائية جديدة بحقه باعتباره مخربًا ويتأمر ضد الدولة التونسية.

ومن مجرد مدرس إلى واحد من أهم رجال المال والسياسة في البلاد، مارس راشد الغنوشي دجلاً سياسيًا كبيرًا، وأصبح يرى نفسه صانع الحكومات في تونس، ورئيسيها – أي رئيس تونسي- دوره إشرافيًا، حتى ولو كانت الدولة تسقط في الفشل الذريع والترنح الاقتصادي، فـ”غنوشي تونس” الملياردير الذي وصلت ممتلكاته إلى نحو مليار دولار، كان ولا يزال يرى نفسه أكبر من الدولة التونسية ذاتها.

في السياق ذاته، وكما كان متوقعا منذ لحظة صدور قرارات الرئيس قيس سعيد، وبعد وصف الإخواني خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للإخوان “الدولة الاستشاري”، بالانقلاب ومزاعمه: نرفض الانقلابات على الأجسام المنتخبة وتعطيل المسارات الديمقراطية، ترددت أنباء قوية عن إعلان ميليشيات إخوانية غرب ليبيا حالة الطوارئ داخل معسكراتها، واستدعت كافة عناصرها بأوامر عليا من قادة التنظيم.

وقالت مصادر مطلعة، إن هناك اجتماعات لقادة تنظيم الإخوان في ليبيا، أجريت بعد قرارات قيس سعيد، و حدث تواصل مع قيادات الإخوان في تونس، وبعدها أعلنت ميليشيات الإخوان الليبية حالة الاستنفار داخل معسكراتها.

وقال المحلل السياسي، العربي الورفلي، إن هزيمة الإخوان في تونس، سوف تكون لها أبعاد وتداعيات على ليبيا، كون الإخوان تنظيمًا دوليًا مترابطًا موحدًا، من مصر إلى السودان إلى ليبيا وتونس. مشددًا على أن ما يحدث في تونس سيضعف إخوان طرابلس لأنهم خسروا عمقًا استراتيجيًا وداعمًا رئيسيًا لهم.

ولفت الورفلي، إلى وجود حالة احتقان في الشارع الليبي ضد تنظيم الإخوان، الذي يرى فيهم سبب أزماته الاقتصادية والأمنية؛ فهم من جلب الإرهاب ودعمه في مختلف المدن الليبية، فيما قال المحلل السياسي، كامل المرعاش، أن هذا التغيير شكل ضربة قوية لتنظيم الإخوان في ليبيا، والذي يخشي الآن من تحرك الشارع الليبي ضده، لاقتلاع جذوره،لأنهم أنهكوا جسد الدولة الليبية وقواها ورهنوها لمخططات الإرهاب.

والخلاصة.. عاصفة تونس جاءت لتعري إخوان ليبيا وتفضح مخططاتهم الدموية تجاه الوطن، وتهتك “شباك الوهم” حول تداول السلطة وإيمانهم بالديمقراطية، وكلها مزاعم انتبه لها الشعب التونسي وانتصر لمطالبهم قيس سعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى