مقالات وآراء

لا .. للعودة إلى ما قبل جنيف

بقلم .. ابن الوطن

بات من الملاحظ لمن يتابع في المشهد السياسي الليبي أن هنالك أطراف في الشرق والغرب صارت تعمل على التنصل من نتائج الحوار، عندما رأت أنها لم تنال ما كانت ترنو إليه من خلال القبول والمشاركة في الحوار السياسي الليبي في تونس وجنيف، وهو شرعنة ذاتها والاستمرار في تصدر المشهد.

هذه الأطراف التي عاثت في الوطن فسادا خلال السنوات الماضية وترى في أي خطوة تقرب من عودة الاستقرار أو الاحتكام إلى إرادة الليبيين عبر خيار الانتخابات البرلمانية والرئاسية لا تصب في مصلحتها، فمجرد أن جاءت النتيجة النهائية للحوار ضد ما يريدون، صاروا يضعون العصى في دواليب قطار الإستقرار والانتقال من الفوضى، فهذا تلكؤ عقيلة صالح عن تسليم رئاسة البرلمان إلى شخصية من الجنوب لا يمكن فهمه إلا كونه لايخرج عن هذا السياق، فهو يدرك أن الإتفاق يقول إن الجنوب هو من حصة الجنوب الليبي وهو الذي يترأس البرلمان بعد مخرجات جنيف، وكذلك الدعوة إلى عقد جلسة في صبراتة وأخرى في طبرق، وأخرى في سرت يعتبر مماطلة وعودة إلى مربع المناكفات والاستقطاب بين الأطراف المتنازعة على السلطة منذ عقد من الزمن.

كما أن تصريحات المخبر باشا أغا و الإرهابي خالد المشري ضد مخرجات الحوار السياسي الليبي والذي توج بإختيار مجلس رئاسي ورئيس حكومة، يقرأ في ذات الاتجاه و إن الإرهابيين وحلفائهم بعد أن استفاقوا من الصفعة بعد خسارة قوائمهم التي تلقوها في جنيف صاروا يخططون إلى مرحلة جديدة تضع العراقيل واختلاق مسارات ضد المسار الأساسي الذي تبلور في جنيف وهذا ضد كل المجهودات التي تبذل من اجل تجاوز الواقع الذي أزكمت رائحته أنف الوطن.

إذن لابد من التحرك بسرعة للتصدي لهذا الخطوات الهدامة، والتواصل مع الأطراف المحلية والدولية من أجل تنفيذ بنود الإتفاق، وترضخ كل القوى للإرادة السياسية التي توجت مخرجات جنيف بحيث تصبح سرت العاصمة وهي المقر للحكومة وجلسة مجلس النواب، واجبار عقيلة صالح على التخلي عن رئاسة البرلمان، وهنا يجب على قبائل الجنوب بالتنسيق مع نوابهم الإسراع في تسمية أحد النواب كرئيس لمجلس النواب، والتنسيق مع جميع الأطراف من أجل وضع ذلك موضع التنفيذ، كما يجب التواصل مع بعثة الأمم المتحدة وراعية الحوار المرأة الحديدية كما وصفت السيدة ستيفاني آدم الله ظلها لكي تجبر كل الأطراف بالإلتزام بتعهداتهم التي التزموا بها قبل وخلال المسار التحاوري، وأيضا من أجل تهيئة الظروف المناسبة من المقر بمدينة سرت لكي تكون جاهزة لاستقبال واحتضان مقرات الحكومة وأي جوانب أخرى تتعلق بتمكين الجهاز الإداري والتنفيذي وإرساء الظروف والنواحي الأمنية حتى تستطيع الوفاء بكل المهام والالتزامات المكلفة بها من قبل مخرجات جنيف والتي أساسها تهيئة البلاد للانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال الفترة الممتدة إلى شهر ديسمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى