مقالات وآراء

أنها ضد الله

بقلم : مصطفى الفيتوري

تابعت بعض من جلسات البرلمان:

ولفت نظري أشياء كثيرة على رأسها الجهل المطبق بالسياسة الدولية والحقد البغيض والكراهية المتأصلة والعدوانية والرغبة في الإنتقام وقصر النظر وتفاهة المقال والمقام والقول أيضا. وهنا سأعلق على أمرين أثنين:

الأول: منع اي مسئ لـ”فبراير” من الترشح دون تحديد ما هي الإساءة المقصودة هنا؟ هل الذي يقول فبراير “عملة سودة” مثلا او القائل بأنها “مؤامرة” او الثالث الذي يصفها بأنها “زبالة” أو الرابع الذين يقول أن النيتو (الشريك الأصيل في فبراير) قتل المدنيين وهم نيام، هل هولاء من المسيئين؟ ماذا عن الذين قادوا الكتائب وأعطوا الإحداثيات (متطوعين وغير مجبرين) وماذا عن الذين قتلوا وسحلوا وهجروا الأبرياء وخطفوا من تبقى؟ ماذا عن الذين غزوا بني وليد و ورشفانه بعد “انتصار” فبراير؟ وماذا عن الذين وقعوا للأتراك والروس وسواهم وعلى بياض؟ وماذا عن الذين أستباحوا الحرمات بأسم فبراير؟ ماذا عن الذين أخفوا الجثث والقبور ودمروا المعالم التاريخية بأسم “فبراير” ؟

مقترح: ليحدد لنا البرلمان ما هي الإساءة ونوعيتها وأنا سأقبل بهذا الشرط شريطة تطبيقه على الكل وحينها سنكتشف ان الممنوعين من الترشح والمسيئون الحقيقيون لـ”فبراير” هم أبناءها والمتلحفين بردائها وقادتها من مصطفى عبدالجليل الي أخر تافه أعطى الإحداثيات لذيول النيتو (وليس للنيتو نفسه) مثل القطريين وسواهم! ليصدر قانون يحدد الإساءة وحينها سنرى من هم ضحاياه!

الثاني: من الشروط التي يجري مناقشتها لمن يترشح رئيسا شرط الحصول على تزكية عدد من النواب؟ عجب! هذا سيفتح باب الرشوة المفتوح أصلا وسيدفع النواب الي المتاجرة بالتزكية وسيصل سعر التزكية الي مليون دينار بمجرد أقرار هذا الشرط! خاصة البرلمان الحالي الذي يتميز أغلبية أعضاءه بالفساد والرشوة والتفاهة خاصة وهم يعرفون أنهم سيغادرون المشهد حينها سيبيعون أصواتهم كما باعوا أنفسهم!

مقترح: لنكن مثل ايران مثلا أو أمريكا حيث للكل الحق في الترشح او مثل تونس أو اي دولة أخرى حيث الفيصل في حق الترشح القانون ولا شئ غيره! هذا الشرط هو أخر محاولة من البرلمانيين، وأغلبهم سيغادر في أول أنتخابات، للمتاجرة بالبلد وأهلها والإثراء على حسابنا! الذين قبلوا الرشوة في الحوار السياسي من البرلمان والذين أيدوا أطرافا خارجية أيضا منه وكذلك الذين أعطوا الإحداثيات!

المناقشات حتى الآن في أغلبها ضد ليبيا المستقبل لأنها ضد المصالحة الوطنية وضد المساواة وضد المستقبل نفسه! أكاد أقول أنها ضد الله أعوذ بالله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى