إبراهيم قراده يكتب .. تنهيدة انتخابية 2: ليبيا لن ترتاح إلا بالجميع وللجميع

قبل كارثية نتائج نهج البلدوزر الدبيبي: صراع مجتمعي وانهيار اقتصادي
للوصول السالم ولتفادي الحوادث الجدية، كما في قيادة السيارة في طريق مزدحم فوضوي وملئ بالحفر، لا يمكن مواصلة السير بدون النظر إلى مرايا الوسط والجانبين، وأيضًا بدون الالتفات عند الانعطاف لوجود زاوية نظر عمياء، مع توقع عدد من السائقين والمشاة المتهورين الذين يصعب بل يستحيل توقع سلوكهم!
1- الشعبوية الجماهيرية-الاستحواذية، المتجاهلة والمتعامية عن حساسية وهشاشة وخطورة التوازنات المجتمعية، والمتجاوزة والمقصية للدور المشارك والمؤثر والوزان للأطراف والطبقة السياسية؛
2- الشعبوية السوقية-الربحية، المتجاهلة والمتعامية لخطورة تداعيات التوسع المالي الاستنزافي والهدر النقدي التبذيري على وضع الاقتصاد الوطني الريعي المنهك، واحتياطياته المحدودة والمتآكلة والغامضة؛
حتما، ما لم يتم تداركها، ستقود كنتيجة إلى وضع مشحون مؤقوت ينتظر صاعق للانفجار- لا قدر الله، نحو اضطرابات سياسية ومجتمعية واقتصادية مفجعة ومرعبة ومعقدة، داخليًا وخارجيًا .
تكلفة “الشعبوية” يدفعها الشعب الطيب، المحروم والمرهق، الذي يستحق بعض من الحنان السياسي والمسؤولية الوطنية والمعرفة المدركة والتقدير الاخلاقي وبعد النظر.
لحد الان، يبدو ان السيد الدبيبة ومستشاريه يستسهلون ويستهينون بالسياسة والواقع السياسي؛ إلا اذا كان هناك- مع ربما- من لا يهمهم ذلك؛ غير ان في دروس الزمن عبر .