رسالة النويري.. يكاد المريب أن يقول خذوني.. العرقلة مدفوعة الأجر آخر محاولات اليائسين .. بقلم : محمد الأمين

بصرف النظر عن رداءة صياغة الرسالة التي وجهها نائب رئيس البرلمان فوزي النويري إلى رئيس مفوضية الانتخابات عماد السائح، وضحالة مستوى تعابيرها وأخطاءها اللغوية البدائية التي تزيل كل التباس بشأن ضحالة مستوى ماوصل اليه النويري ومن هم على شاكلته، وتكشف عن بعض أسباب ما نحن فيه من مصائب.. جهالة محبطة وتعابير سقيمة، وتواطؤ مكشوف يكاد صاحبه أن يحرّر شكوى ضدّ شخصه بالارتشاء وضعف الذّمّة!! أيّ بشر هؤلاء؟ ومن أية طينة هم؟ وما هذا المنسوب الكارثي من التردي والهبوط؟
وما يزيد المرارة ويحبط أكثر هو كواليس السّجالات الدائرة بشأن هذه “الرسالة”.. أحاديث عن أموال مدفوعة ومهرّبة خارج البلد.. وانتهازية فاضحة من رئيس حكومة كشف عن وجهه الحقيقي ولا مانع لديه من إحراق الأخضر واليابس في سبيل الترشح للانتخابات الرئاسية..
نحن باختصار إزاء فضيحة دولة سافرة ومتجرّدة تماما.. وهي مؤكدة وواقعة لو شاء القضاء فكّ رموزها واقتفاء أثر الأموال وتسجيلات المكالمات لزُجّ بالنويري والدبيبه في السجن مباشرة.. ولأن هؤلاء كلهم وكلاء ومقاولون للخارج وبعض مكونات الداخل، فلا شكّ أنه لن يُسمح بمحاسبتهم ولا بالتحقيق معهم فضلا عن توجيه الاتهام إليهم.
سيظل الليبيون على أعصابهم يقتفون آثار المال الفاسد الذي يُضخُّ في مفاصل الإدارة لتعطيل العملية الانتخابية ووأد الحوار السياسي وخارطة الطريق نحو الازدحام والتدافع الأيديولوجي الذي اعتقدنا منذ أسابيع أنه قد زال فإذا به يتجلى بشكل أكثر شراسة ودمارا.. وللحديث بقية.