مقالات وآراء
مؤتمر باريس و”توافق” الدبيبه.. بقلم : محمد الأمين

سؤال خليل الحاسي الذي أحرج المُناور: لن أسلّم السلطة إن لم أشارك!!
السؤال الذي توجه به الصحفي فريد الحاسي مذيع قناة 2018 إلى عبد الحميد الدبيبه أثناء المؤتمر الصحفي الذي انعقد على هامش أعمال مؤتمر باريس اليوم، والذي تمحور حول استعداد الدبيبه لتسليم السلطة من عدمه بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات.. مع تذكيره بأنه ليس من حقّه الترشح لهذه الانتخابات.. كان سؤالا محرجا كشف عن نوايا رئيس الوزراء المؤقت أمام كل من ماكرون وميركل.. وعن “الظروف” التي يمكن للدبيبه أن يسلّم فيها السلطة للقيادة المنتخبة..
الحقيقة أن هذه “الظروف” هي شروط ليس لتسليم السلطة فحسب، بل للمشاركة في الانتخابات..
الدبيبه تحدث في إجابته “العجيبة” و”الكاشفة” عن أن الانتخابات [[ينبغي أن تكون “توافقية” و”نزيهة” بين كل الأطراف]].. أما النزاهة فقد فهمناها.. أما “التوافق”، فهو لفظة -يجري التعسّف عليها ليلا نهارا، ويُلْوَى عُنقُها فتستخدم في كافّة السّياقات- لا محلّ لها في مقام يقتضي احترام القانون، ولا معنى لها في ظل التوظيفات المختلفة والمتناقضة التي أصبحت تتعرض لها، حتى تحولت إلى مصطلح “حمّال أوجه” يلوذ به الفاشلون والمعرقلون والمناورون..
كانت إجابة غير موفّقة ومضطربة ومرتبكة وتعكس حالة مستعصية من عدم الصّدق وسوء النيّة.. وكان السؤال محرجا رغم كونه قد تضمّن خطأً “الحديث عن تسليم السلطة يوم 24 ديسمبر” وهو غير ممكن لأنه يوافق تاريخ بدء الاستحقاق وليس نهايته ولا حتى الإعلان عن نتائجه..
بهذا المعنى،، ووفقا لردّ السيد الدبيبه، يتضح لنا أنه لن يدّخر جهدا في محاولة فرض ترشّحه، ولو اقتضى الأمر وصم الانتخابات بالـ “لا توافقية” والـ “لا شفافية” والطعن في حسن سيرها وفي أسس انعقادها إن لم يكن قد اتّخذ قرارا بالتآمر عليها وإفشالها.. وهذا يقتضي بالفعل مزيد اليقظة والضغط من قبل المجتمع المدني.. لأن يأس الدبيبه من المشاركة في الانتخابات بالقانون، سيجعله يتمسك بكل أسباب الاستمرار في موقعه عبر التشكيك والإرباك والعرقلة.
بقلم : محمد الأمين