مقالات وآراء

“قرار ترشحي للانتخابات بيد الشعب فقط”!!نزوات الدبيبه الانتخابية.. ما الذي وراء الأكَمَة؟ بقلم : محمد الأمين

 
 
يستمر رئيس الحكومة المؤقتة عبد الحميد الدبيبه في المكابرة ويمعن في الهروب إلى الأمام بطريقة مثيرة للشفقة، لكنها مثيرة أيضا للعجب، إذ كيف لمسئول السلطة التنفيذية في بلد ما تزال تفصله عن الاستحقاق الانتخابي أقل من شهرين، أن يتجاهل القوانين ويبذل كل هذه المحاولات المستميتة لفرض نفسه مرشحا فوق القانون؟ وكيف يمكن أن نتحدث عن احترام أي مواطن ليبي للقوانين في الوقت الذي يتجاهله رئيس الحكومة ويحاول الدّوس عليه؟ ويصرح على خلافه؟ ويتنكر لتعهداته ويتناساها، بل ويتناسى حتى الفشل المخزي الذي باءت به محاولته في باريس منذ أيام قليلة؟؟
 
لا يمكن أن نحمل تصريحات الدبيبه على هامش الفعاليات الطلابية والشبابية في المدينة الرياضية بطرابلس اليوم إلا على محمل التفتين والعرقلة واستثارة الناس.. فقول الدبيبه أن قرار ترشحه “بيد الشعب فقط”، هو في الحقيقة استجداء للمواطنين كي يؤيدوا ترشحه أو يهبّوا لمطالبته بالترشح،، وهو دعوة مبطّنة لأنصاره أو مؤيديه أو المستفيدين من “عطاياه الانتخابية” إلى الاحتشاد و”مناشدته” التفضل بالبقاء في سدّة الحكم!! وهل تستغرب أن يخرج الآلاف من المستفيدين مطالبين الدبيبه بالترشح ما دام قرار ترشحه بأيديهم؟ وهل تستغرب أن ينشط المال السياسي ويفعل فعله مرة أخرى قبل أن ننسى فضائح رشوة بعض أعضاء ملتقى الحوار السياسي ولجنة الحوار، فيتّحد “المعرقلون” بمختلف مشاربهم خلفه بعد أن أيقنوا باحتراق أوراقهم؟؟
 
الثابت أننا لسنا إزاء حالة مرضية فحسب، بل إزاء جريمة وشيكة تبدأ بإظهار عدم احترام القانون والتعهدات، ثم تصل إلى تحريض الناس وتعبئتهم ليفرضوا واقعا غير قانوني، حتى لو تم هذا الأمر بأدوات غير سلمية.
 
إن الدبيبه يفوّت على نفسه شرف الخروج من الباب الكبير.. ويهدر فرصة تاريخية لكي يقترن اسمه بالنجاح في تنظيم الانتخابات، وفي تسليم السلطة بشكل سلمي ومحترم.. ويوشك أن يفقد حظوظه في نحت شخصية قيادية مستقبلية قد تستفيد مما أنجزته في هذه المرحلة بحلول الاستحقاق المقبل.. هذا يحدث لو تعلق الأمر بشخصيات عادية وحكيمة.. أما ونحن بصدد أناس من طينة الدبيبه.. فأعتقد أنه قد صار لزاما أن نطرح الأسئلة بشأن هذا التمسّك العجيب بالسلطة؟؟!! فماذا ارتكب الدبيبه وهو في منصبه حتى نراه يستميت بهذا الشكل كي لا يغادر السلطة؟
 
الجواب سيكون برسم السلطات المنتخبة.. وسيكون موضوع تحقيقات واستقصاء لمعرفة ما وراء الأكمة. وللحديث بقية.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى