الإعلام وسيف الإسلام: العمامة العربية أم الشنة التركية؟ بقلم : محمد الإمين

التركيز المفرط لوسائل الإعلام على لباس سيف الإسلام خلال ظهوره الأخير واجتهاده في تفسير دلالاته يطرح أسئلة كثيرة حول مدى اهتمام الإعلام بالمضامين والعمق.. لكنه أيضا يكشف عن طغيان الرمزية والسيميائية على حساب أولويات كثيرة على رأسها البرامج والعرض السياسي الذي لم نعد نعثر له على أثر ببيئتنا في المرحلة الراهنة، ليس في ليبيا فحسب، بل في كل المنطقة العربية، وفي العالم.. فالخطابات الشعبوية والاستعراض والشحن قد حلّت محلّ البرامج وتحوّل الـ “ما ينفع الناس” إلى مجرد ترف لا قيمة له..
اهتم الإعلام بإطلالة سيف الإسلام ونسب عمامته العربية إلى والده رحمة الله عليه، بل وأنزلها منزلة الرسالة التهديدية، والحال أن الرجل لم يخالف عُرف قومه ولا طريقة لباسهم.. فأطلّ بمظهر عربي لا غرابة ولا شذوذ فيه.. لكن من الذين انتقدوا العمامة يا ترى؟ إنهم أنصار “الشنّة” التركية.. أنصار الطربوش الذي لا علاقة له بالعروبة ولا تربطه بالعرب إلا ذكريات بائسة من عبودية وهيمنة واحتقار لكل ما هو عربي..
.. هل جلبت الشنّاني المخضبة بالخيانة والدماء لليبيين سوى الخراب والصَّغَار؟ ما هي رمزيتها؟ ألم ترتبط ببرنارد ليفي، وساركوزي وكمرون؟
امنحوا العمامة فرصتها كما تركتكم الطربوش والشنّة يعبثان في هذا البلد ثم قيّموا حصيلة كل منهما..