مقالات وآراء

سيناريو تمكين الدبيبة بقلم : محمد الامين

 

يتعرض المجلس الأعلى للقضاء إلى ضغوط ماكرة لكي يوافق على تغيير المادة 5‌‎ ‎من اللائحة ‏التنفيذية رقم 142 ويقع إحلال ثلاثة مَوَاطن مختارة بدل موطن واحد، تعتمد على إغراقه بالطعون ‏والاعتراضات. وسيفضي هذا الأمر فيما لو حدث إلى إخضاع القضاء إلى هيمنة النفوذ الجهوي ‏والمناطقي، فيطعن المنتمون إلى بنغازي في جماعة طرابلس انطلاقا من منطقتهم بنغازي، وسيجد ‏القضاء نفسه في مرمى الانتقادات والاستهداف المحتمل إن لم يصدر أحكاما لفائدتهم.. وسيتكرر ذلك ‏مع المناطق الأخرى. مما سيجعلنا أمام أعداد ضخمة من الطعون الهدف منها الإرباك والتشويش، ‏وسيدخل الاستحقاق الانتخابي في متاهة لا نهائية من الاعتراضات المقبولة شكلا والفاسدة من حيث ‏الأصل، لأن هدفها هو إفشال الانتخابات والتشكيك فيها وإرباك الناخبين خدمة للأجندة المعادية ‏للانتخابات وللاستقرار. ‏

‏-‏ هدف التخلي عن موطن الطعون الواحد، هو خلط الأوراق وإيجاد ثغرة قانونية ينفذ منها عبد الحميد ‏الدبيبة ويُمرَّرُ ترشيحه على خلاف القانون الانتخابي وعلى خلاف تعهده الشخصي الذي وقعهش عند ‏انتخابه رئيسا للحكومة. هذه الصفقة التي يحركها المال الفاسد وتُحَاكُ في الغرف المغلقة ستتسبب ‏في كارثة متعددة الأوجه.. سوف تهتز الثقة في الانتخابات وتضرب مصداقيتها.. وستضعف موقف ‏القضاء الذي سيتعايش مع منطق المتاجرة والفساد فيصبح أداة بيد الفاسدين والمتسلقين.. سيتصدع ‏بنيان القضاء ويتحول من حكم إلى طرف ومستفيد.. واذا فسد القضاء فانتظر خراب الأوطان. ‏

‏-‏ ‏ ترجّح مصادرنا أن بعض المستشارين قبضوا أموالا قذرة وسوف يخرجون إلى العلن مسوّقين لإيجابيات “لامركزية الطعن”، وضرورة اعتماد آلية تعدّد دوائر ‏الطعن بدل اقتصارها على دائرة واحدة.. سوف يُقال أن هذا الإجراء سيكون في مصلحة الناخب ‏والمرشح وسوف يسهّل عمل القضاء، بينما هو في الأصل سوف يعقّد عمله ويدخله في التجاذبات ‏ويورطه في قرارات فاسدة، ويُخرجه عن حياديته، ويضرب مكانته وهيبته كمؤسسة ضرورية ‏لتنظيم وإنجاح الاستحقاق الانتخابي. ‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى