قراءة سياسية في بيان مفوضية الانتخابات

بقلم: سالم بن سالم
مفوضية الانتخابات.. تعترض على أحكام القضاء
أصدرت المفوضية العامة للانتخابات بيان حاولت إن تتبرأ من بعض مما نسب إليها، و تلقي بالتقصير تارة في ملعب القضاء، و تارة على القوانين المنظمة للانتخابات، و اعتبرت مرحلة الطعون هي المنعطف الخطير أو القشة التي قسمت ظهرالمفوضية، وانسبت إليها المسؤولية في عدم أجراء الانتخابات في موعدها الذي كان مفترض يوم غدا الجمعة، من يمكن استنباطه من فحوى بيان المفوضية، أنها تريد أن تكون قراراتها ملزمة في استبعاد من ترى من المترشحين للانتخابات الرئاسية و البرلمانية، و قبول من تريد قبوله، و ايضا تريد استبعاد اي دور للقضاء في الاختلافات التي قد تنشأ بين المترشحين أنفسهم، أو بين المفوضية والمترشحين من جهة أخرى في تفسير نصوص القانون.
هذا القول أو المطلب معيب في حد ذاته و دكتاتورية ووصاية مطلقة تريد إن تمارسها المفوضيةعلى الليبيين.
اذا كانت المفوضية ترى في أنها تفهم أكثر من الليبيين أعلم منهم بمصلحتهم، فلا حاجة لنا بالانتخابات وهي تختار لنا الرئيس و النواب الذين تريدهم، وكفى الله الليبيين شر الانتخابات، كما يفهم من قول المفوضية إن القضاء الليبي غير مؤهل لإنصاف الاطراف المتخاصمة حول تفسير نصوص القانون، و هو عاجز عن أعطى كل ذي حقا حقه، وهذا أمر لا يمكن القبول به و لا يجب السكوت عليه و محل دعوى قانونية، كما ان التأخير في إعلام جمهور الناخبين بالقائمة النهائية للمترشحين لمنصب الرئيس محل دعوى ضد المفوضية.
فالمفوضية كان الأجدر بها أن تكون مؤسسة فنية تقبل الملفات و تترك أمر الإقصاء إلى الشعب الليبي يقصي من يقصي و يختار من يريد إن يختار. كما إشارات في بيانها إنه هناك ضغط من أطراف سياسية جعل من الصعوبة الالتزام بأحكام القضاء وهو ما اسمته ( بالقوة القاهرة) كان الأجدر بالمفوضية و هي مسؤولة أمام الشعب قبل أي جهة أخرى إن تشرح بالتفصيل كل التفاصيل المعقوقات و العراقيل التي منعتها من الإعلان عن القائمة الانتخابية النهائية للرئاسة في موعدها المحدد، قبل إن تشرع في أقتراح مواعيد جديدة.
هل القوة القاهرة التي منعت المفوضية من الاعلان عن الاسماء سوف تزول الشهر القادم ؟؟؟ !!!!!
هذا عبث من قبل المفوضية ورئيسها عماد السائح الذي كان عليه الخضوع لإرادة حوالي ثلاثة مليون ناخب وأكثر من ستة مليون مواطن، الذين هم متلهفين لهذا الإنجاز بفارغ الصبر، و ليس الإذعان والانصياع إلى حفنه من اللصوص و أصحاب المصالح الذين اثخنوا في أرض فسادا.
يا صاحبة الفخامة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات
الشعب الليبي أجدر بالاحترام و الانصياع لإرادته، الشعب أحق بأن يعرف الحقيقة كاملة ولا شي غير الحقيقة… الشعب الليبي هو الذي يدفع ثمن الفوضى، والنهب، والتشتت، والحروب ، الشعب الليبي هو من سوف يدفع ثمن تصرفاتك غير السليمة و انصياعك لتعليمات ومصالح مؤسسات الفساد .
و أخيرا الشعب الليبي حزم أمره و توحد على كلمة سواء فلقد قرر إن يكون 24\ 12 يوم وطني ينفض فيه غبار الفوضى و العبث، ويضع نهاية لكل التجاوزات و العبث و المعوقات و يلزم الجميع حدوده،
و أعلم يا سيد عماد، إذا كانت صفة سيد تليق بك اليوم ، كان الأجدر بك الانحياز لما يريده شعبك، لدخلت التاريخ من أوسع أبوابه، و صرت رمز من رموز الوطن و التاريخ. ولأصبحت عمر مختار جديد، و مناضل ساهم في انتشال شعبه من براثن الفوضى و الحكومات المؤقتة، و أصحاب الطارقات المؤقتة الذين في كل واد يهيمون.