من ملحمة ( جلجامش) إلى ملحمة (جلود)..! بقلم: أ.. عبدالسلام سلامة

1- ” بول بيتي ” شاعر وروائي أمريكي أسود طليس ساحر وساخر بشكل غير عادي ، ومن رواياته المهمة رواية ( الخائن ) التي تدور احداثها في أحد أحياء ” لوس انجلوس ” الفقيرة التي يقطنها السود..
ومما جاء في رواية الخائن هذه:
( ياأخي عليك أن تسأل نفسك سؤالين:
من أكون ، وكيف أؤكد ذاتي ؟؟ ، هذا هو العلاج الأساسي في جوهر الإنسان ، أنت تريد أن تجعل العميل يشعر بأنه أو إنها قادر ، أو قادرة على التحكم في مجرى الأمور .. تذكر هذا الهراء..) .
2- وأحيانا يحدث ان ” تصيرلك دوخة ” ، وتخلط بين العمالة ، والخيانة ، وحتى السداجة ، وفي الاخيرة فإن القانون لايحمى المغفلين و ” الطريق الى جهنم مفروشة بالنوايا الطيبة ” ..
وحدث إن خطب المرحوم بشير السعداوي في الجماهير فقال : ( سنحارب الأنجليز والأمريكان والطليان والفرنسيين والعالم أجمع إذا لزم الأمر ) ، وكان ادريس السنوسي حاضراً ــ وكان في طريقه إلى بريطانيا ــ فتحدث وقال : ( سأبلغ رغباتكم إلى بريطانيا العظمى ) ، أنا رأيت فيما قاله صاحب الجلالة على انه سداجة ، وليست عمالة أو خيانة ، لكن هناك من خالفني الرأى ، والله أعلم ..
3- في كل الأحوال التاريخ يعج بالعمالات الكبيرة ، وبالخيانات الكبيرة ، وحتى بالسداجات القاتلة التى أغرقت أصحابها ..
والتاريخ يعج أيضا بالملاحم الكبيرة ( وبين الملاحم ملحمة ليبية .. للنصر والحرية .. تحكيلنا عنها القرضابية ) ، ومن بينها أيضا ( ملحمة جلجامش قبل أكثر من أربعة آلاف سنة والتي كانت في الأدب ، ثم نحن اليوم في حضرة ( ملحمة جلُود ) التى فاحت رائحتها أمس ، وجاءت في قلة الأدب ..
4- يقولون ( قطرة واحدة من البحر تغني كي نعرف انه مالح ) ، وقراءة جزء واحد من ( الملحمة ) يكفي كي تشتم رائحتها فتتذكر طفح المجاري …
أقول هذا للذين قد يقولون ، لما الإستعجال ياإبن الحلال ، أنتظر حتى تُنشر ” الملحمة ” كاملة …
5- في ملحمة ” جلجامش ” حاول جلجامش ان يُخلد نفسه ، فتتبع خطوات الخالدين ، أخفق حين قطع اشجار غابة الأرز ، لكن في النهاية قام بأعمال عظيمة ليبقى أسمه خالدا ، أما صاحب آخر الملاحم فصام وفطر على بصلة ، وأكتفى بتخليد نفسه على طريقة من ” تبول في الجامع ” أكرمكم الله…
6- ياسيدي ، ( ماشي الحال ) فــ ( كل خائن يختلق لنفسه ألف عذر ليقتنع انه على صواب ) ، ولكن ( جبل الكذب قصير ) ، و ( الكذاب يستطيع ان يدور حول الأرض في إنتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها ) ، والحقيقة عندنا ظاهرة ، ولبست حذاءها من زماااان و ( مقادير يا ( شعبي ) العنا مقادير …. وايش ذنب ” معمر ” إن خانه الرفاق ، لكنهم لن يستطيعوا لوي عنق الحقيقة أو تزوير التاريخ وإن حاولوا التزوير..