الخلطة الجاهزة.. بقلم المحرر السياسي لصحيفة «قورينا»

هذا ما يوصف به المشهد السياسي الحالي في ليبيا، ذات الوجوه تختزل المشهد وتضع الوطن في كفة المنفعة الذاتية والايديولوجية العابرة للوطن.
يفترشون المؤامرة تلو المؤامرة ويتدثرون بها، لإطالة أمد المراحل الانتقالية التي استنزفت الشعب الليبي وليبيا.
قوى عابثة ليس لها من الولاء الوطني والانحياز لقضايا وهموم الشعب الليبي قيد أنملة.
العابثون التي اقشعرت من رؤية معالمهم الأبدان وسدت الأنوف من نتانة فسادهم وتغولهم السياسي الجشع.
تعطل مسار الانتخابات عبر مواجهات ساخنة وباردة بين برلمان طبرق بقيادة عقيلة صالح الجهوي وبين مجلس الإخوان بقيادة الإخواني خالد المشري وبين مليشيات شرق وغرب ليبيا الذي يقبضون أرواح الأبرياء في معارك العبث المبرمج المدمر بإيعاز من أسيادهم وسادتهم الإقليمين والدوليين.
إنه صراع البقاء في السلطة عبر كل الوسائل وأخسها وأبشعها دنائه.
اليوم تتلاقى مصالح أعداء الأمس الذين وحدتهم اليوم رهاب ورعب إرادة 2800000 اثنان مليون وثمانمائة مواطن ليبي اندفعوا بحماس نحو السجلات الانتخابية وصوب المراكز الانتخابية لاستلام بطاقات الخلاص من كل والوجوه البائسة التي ادمنت اختطاف السلطة والوطن والشعب.
ها هم اليوم بعد حروب راح ضحيتها زهرة شباب ليبيا اليافع ، حيث تمت التضحية بهم كما يضحى بحمير الديناميت لتفسح لهم طريق السلطة وحكم الرقاب والعباد.
في هذه الأيام نرى حمى الرحلات واللقاءات لعقد صفقات تقاسم السلطة والتهام ما تبقى من الكعكة.
هذه الأيام لقاءات حميمية ومحمومة بعد صراع دامي أتى على كل مناحي الحياة للشعب الليبي المكلوم بعذابات هؤلاء السماسرة.
سنرى في قادم الأيام تشكيل حكومة جديدة مقابل تمسك الحكومة الحالية بالبقاء تشرى الذمم بالمقايضة بالمصالح والمراكز والوزارات، لا لشيء إلا البقاء في السلطة رغم انف إرادة الملايين من الشعب الليبي الذي رغب في رسم مستقبله عبر صناديق الاختراع ليقول كلمته.
وسنرى في قادم الأيام المطالبة تلو المطالبة للعبث بالقوانين الانتخابية بحجة تعديلات القوانين والقواعد الدستورية، لتمديد المراحل الانتقالية البائسة التي أنهكت الوطن والمواطن.
سيرى الليبيون نفس سيناريو ذات الفيلم المكرر الذي سئمت رؤيته جموع الشعب الليبي.
إنها الخلطة الجاهزة ايها المغدورون بسكين النكبة.
وإلى ديسمبر آخر
ولسنين قادمة
إلى حين تشتد إرادة الشعب
#قورينا #ليبيا