مقالات وآراء

ربيعيات..بقلم: رمضان اللافي

 

ياربيع .. أثناء المفاوضات الليبية الايطالية بشان التعويضات قدم المفاوض الايطالي فقرة تقول (زيارة وفد من المعمرين الايطاليين الي مزارع الزيتون بترهونة ) وعندما عرضت الخارجية الليبية نسخة على قائد الثورة للاطلاع عليها اعترض قائلا “شنو قصتهم الطليان والمعمرين بالك خاطرهم بيحتلون من جديد ناس طردناهم من 40 سنة مازال خاطرهم بيشوفوا مزارعهم هذه مزارع الليبيين وليست مزارعهم ولذلك نحن امرنا بتوزيعها على الليبيين”.

فيما بعد اقنعوه جماعة الخارجية بأن المعمرين خاطرهم فقط يشوفوا مزرعة الخضراء بترهونة قبل مايموتوا .. رد عليهم “طالما خاطرهم يشوفوا الزيتون بس ارفعوهم قبل لمشاريع الزيتون في سبها والجفرة واللود وفم ملغة وبعدين زوروهم مزرعة الخضراء”.

وعند زيارتهم لتلك المشاريع أصابتهم الدهشة وقالوا أنتم ستغرقون المنطقة بالزيت فقط ماتحتاجونه هو جلب مصانع للتكرير زيت الزيتون .!

ياربيع 2011 ..هل تعلم أن كل تلك المشاريع تم تدميرها فلا أكتفاء ذاتي ولا تصدير ولا تكرير 850 ألف زيتونة في مشروع اللود أصبحت رماد جهد سنوات ضاع وآخرها 200 ألف شجرة زيتون تم حرقها في فم ملغة ومعاها 150 هكتار عنب أكلتها النار بعناقيدها.

ولولا حرص الأهلي في منطقة وشتاتة وحمايتهم لمئات ألاف من أشجار الزيتون هناك لطالتها أيضا يد العبث والتخريب .!

ياربيع 2011

في بداية الألفينات صدرت التعليمات لجهاز النهر الصناعي العظيم بتكليف المقاول الكوري بفتح صمامات بالمسار الشرقي والأوسط لزراعة اكثر من 6 آلاف هكتار باشجار النخيل والزيتون في مناطق سيدي السائح وابو الجوابي والزطارنة والحباشة وأولاد بوعائشة..وفي الوقت نفسه كان جهاز استثمار النهر الصناعي العظيم سهل جفارة يقوم باستصلاح المنطقة الممتدة من فم ملغة جنوبا الي الختنة شمالا وباتجاه العواتة والي الهيرة حتى مشروع قدم الجبل لزراعة اكثر من مليون شجرة زيتون وتم تنفيذ المرحلة الاولى منه وباقي المراحل لغوهن جماعتكم .!

ياربيع 2011 ..هذه الصورة أصبحت من الماضي ولا أظنها ستتكرر مثلما حدث مع نخيل العراق ابان غزو المغول الجدد فقد كان طيرانهم يقصف ومتعمدا رؤوس النخيل وماتبقى منها جرفها جماعة الطالباني والكلباني والبردعاني والسستاني بعد ان تقاسموا الأراضي وحولوها الي اقطاعيات لهم ولعائلاتهم.

ياربيع 2011 .. هؤلاء من منهم غرس شجرة زيتون واحدة أو أستصلح شبر للزراعة..غذا سيجبرونك على الرحيل لأن مقومات الحياة والعيش ستصبح معدومة أولها الماء الصالح للشرب لن تجده في حنفية بيتك .!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى