مقالات وآراء

حكاية مؤامرة 

بقلم : الصحفي الكبير /وليد الحسيني

جميعهم دخلوا خيمة القذافي. وجميعهم كانوا يشعرون بالرهبة والهيبة من قائد أدمن بساطة العيش وجرأة المصارحة.
من زوار الإذعان لإرادة ثورة الفاتح كانت وزيرة خارجية أميركا، ورؤساء وزراء بريطانيا وإيطاليا… وبوتين قيصر روسيا… وأوردوغان سلطان تركيا… والرئيس الفرنسي المرتشي ساركوزي.
جميعهم أتوه معتذرين ونادمين.
وجمعيهم أخفوا حقدهم ونذالة نواياهم.
لكن ماذا يفعل هؤلاء مع هذا البدوي الثائر، الذي لم يتخل عن تقطيع أذرع الأخطبوط العالمي الذي يغتصب ثروات إفريقيا والعالم الثالث؟.
حاولوا اغتياله بـ 150 طائرة مقاتلة وقاذفة.
حاصروه إقتصادياً وإنسانياً.
ذاقوا مرارة الفشل… وأبطل بسحره الإفريقي مفاعيل السحر الغربي، عندما خرق زعماء إفريقيا حظرهم الجوي.
تراجعوا وتقربوا منه وهم يخفون خناجر غدرهم.
أدركوا أنهم لن يهزموه إلا إذا اتحدت ضده شياطين الدول الكبرى.
لا مفر من مؤامرة تجمع متآمرين دوليين ومأمورين محليين.
فخخوا قرارات مجلس الأمن… واستعانوا في ليبيا بما تيسر من إرهابيي الشيخ القرضاوي، ودواعش انتموا إلى بقايا منظمات إسلامية مقاتلة.
… وقبل ساعة الصفر، شنت على ليبيا ما يمكن وصفه بالحرب العالمية.
في السماء احتشدت أسلحة الناتو الجوية… وعلى الأرض إنزالات أطلسية وأنذال محليين.
تسعة أشهر قاوم القذافي جيوش الناتو مجتمعة.
تسعة أشهر انتهت بانتصار الباطل.
وبعد أن حلت سنوات الخراب بليبيا… بقي الأمل… فرجل ليبيا الغد يعد الليبيين بغد ينقل البلاد من حال إلى حال.
سيف الإسلام يجرؤ على خوض الإنتخابات، التي لا يجرؤ الميليشياويون على إجرائها.
إلى متى يهرب الفبراريون من الديمقراطية؟.
ساعة الديمقراطية آتية بلا ريب مهما كره الكارهون خيارات الشعب ونتائج صناديق الإقتراع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى