كتاب اليوم

إنزياح “المركزية الغربية”

قورينا

إنزياح “المركزية الغربية”.. لماذا انتهى الاستعمار السياسي في العالم ولم يصاحبه نهاية للاستعمار العلمي المصاحب له؟

في كتابه، إزاحة “المركزية الغربية” (نقد الحداثة لدى مثقّفي ما بعد الاستعمارية الصينيّين والعرب والهنود) من تأليف الباحث الفرنسي توماس بريسّون، وترجمة الدكتور جان ماجد جبّور
يعالج المؤلف، مسألة استمرار “المركزية السياسية والفكرية للغرب”، ويتساءل الكاتب في المقدمة: كيف يحصل أنه بعد عقودٍ عدّة من نهاية الإمبراطوريات الاستعمارية، لا يزال عالَمنا يعتمد على المعارِف التي تمّ تعميمها أصلاً لترسيخ أقدام الفتوحات الإمبريالية؟!
ويواصل: لماذا لم يترافق إنهاء الاستعمار السياسي مع إنهاء الاستعمار العلمي، مّا يُسهم مجدّداً في تعدّد مراكز إشعاع عالم الفكر؟!
ويرى الكاتب أن الإجابة عن هذه الأسئلة، تمّت من خلال إطلاق أطر بحثية وسياسية عدّة، من بينها: “الكونفوشيوسية الجديدة”،( وهي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية، التي طُورت عن طريق تعاليم كونفيشيوس وأتباعه،و تتمحور في مجملها حول الأخلاق والآداب، وطريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية، أمنت بها شعوب شرق آسيا، وعندما تم ادخالها إلى المجتمعات الغربية، جلبت الكونفشيوسية انتباه العديد من الفلاسفة الغربيين.
ويرى الكاتب أن هذه “الكونفوشوسية”، والتي بدأت في مطلع القرن العشرين في آسيا، ثم أُعيد إحياؤها عند منعطف السبعينات والثمانينات من قبل باحثين أميركيين ينحدرون من أصولٍ صينية، و”دراسات ما بعد الاستعمارية – وهي الدراسة الأكاديمية للإرث الثقافي للاستعمار والإمبريالية وتركز على التبعات البشرية لاستغلال السكان الأصليين في الأراضي المستعمرة والسيطرة عليهم وعلى أراضيهم.-
هى السبب وراء ذلك، ووراء استمرار الاستعمار العلمي، وهي ثمرة التعاون بين مفكّرين عرب وهنود يعملون كذلك في جامعات أمريكا الشمالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى