
رفاقي، أتيتُ
وحيدًا، كما كنتُ، يومَ مضيتُ
وحين رفضتُ أبيعُ الدموعْ
وأهوى الخشوعْ
وأفرضُ حزني على كلِّ بيتٍ
تركتُ المكانْ
وودّعتُ في الأرض ما قد زرعنا
ورحتُ أفتِّشُ عن أيِّ معنى
لهذا الزمانْ
رحلتُ صحابي
وطوَّفتُ في كل شبرٍ عذابي
وصبري – صُلبتُ – على كل بابِ
وأرضِي بخيراتها، للمُرابي
تهونُ له، كلُّ شيءٍ يهونْ
وناديتُ، زاد ندائي الشجونْ
فما للنجومِ العوالي، وما بي
تركتُ شوارعَنا المترفاتِ مللتُ أزقَّتنا الضيقاتِ
وما صحَّ عزمي، ولا الشوقُ ماتْ
فنحنُ شبابٌ بلا ذكرياتٍ رجالٌ بأفئدةٍ ميِّتاتْ
يبيعونَ شكرًا، وحمدًا ويبنون ذلاً يبيعون ذاتْ
وتنضحُ مرّاً، سنينَ بصفحتنا مُرهقاتْ
وعدتُ، رفاقي إليكُمْ، لنشربَ كأسَ التلاقي
إليكُم، أزفُّ بقايا احتراقي ونهوَى الخشوعْ
ونعرضُ في الشَّوقِ كلَّ الدموعْ
ونُغرقُ في البحر كلَّ الجموعْ
ويشبعُ كلُّ عدوٍّ تمنَّى لنا أن نجوعْ