ثقافة وأدب

الوطن

أحمد رفيق المهدوي

أحمد رفيق المهدوي (1898 – 1961) أديب وشاعر ليبي، أُطلق عليه في عام 1960م، لقب – شاعر الوطن

 

يا أيها الوطن المقـــدس عنـــدنا

شوقا إليك ، فكيف حالك بعدنا

كــنا بأرضــك لا نــريد تحـولا

عنها ولا نرضى سواها موطنا

في عيــشة لو لم تكن

بالذل كانت ما ألذ وأحسنــا

عفنا رفاه العــــيش فيك ، مع العدا

وأبى لنا شمم النفوس وعـزنا

وسما بنا شــــوق إلى حريـــة

دسنا إلى استنشاقها سبب الغنى

مــن كــان يوقن أن أسـباب الغنى

بيدي كريم عاش حرا مؤمنـا

والحـرص من ضعف اليقين ومن يطع

طبع النفوس يعش خسيسا هينا

يــا أيها الوطن العـــزيز وإن نكن

بنّا ففيك حبيبنا ومحبــــنا

بنّا فما عــنك استــــطاع تصبرا

قلب ولا فيك اطــمأنت نفسنا

أما هـــواك فلا لزوم لذكــــره

( فالحب ما منع الحديث الألسنَ )

لكن ما شاهـــدت فيك مــن الأذى

والحيف دوما قد أغص وأحزنا

لا يستطيع الحـــر فيك معـــيشة

لا إذا رضي الإهـانة مذعنا

جعـــلوك مسخـــرة بأيدي صبية

لا يبعدون مـن الحمير تمدنا

حكمـــوا كما شــاءوا فكانوا محنة

( والحـر ممتحن بأولاد الزنا )

قــالوا لقد جئنا نمــــدن أرضكم

ين التمدن والذي قــالوا لنا

هـدموا من الأخـــلاق في أوطاننا

أضعاف ما شادوه فيها من بنا

إن العهـــود وما وعــدتم كــله

كذب على مــر الزمان تبيّنا

أمن العــدالة والتمــــدن

غصبا ببخس ليس يذكـر ملكنا

جرتم على أربـــابه فتشـــردوا

في كل قفـر لم يصيبوا مسكنا

تحت السماء على الصحارى

مثل الوحوش فلا هناك ولا هنا

خرجوا بلا مــال فصاروا عرضة

للفقر والبأساء يعقـــبها الفنا

يا من تطوح في البــلاد مهاجرا

مثلي وخــلاها لمن قد ( طلينا)

لا ترجعوا يا أهل برقة واصبروا

فالصبر يجمل بالذي يبغي المنى

كونوا على حذر ولا يغـرُكٌمٌ

وعد فيوم الفــوز يوم قـد دنا

وخذوا النصيحة من محب مشفق

صدق الحديث ولا تقولوا من أنا

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى