محلي

“أم المعارك” في ليبيا ومفترق طرق.. حشود عسكرية على أبواب سرت

خبراء:أنقرة حشدت ما لايقل عن 20 ألف مرتزق وعنصر ميليشياوي

خبير مصري: بمجرد اتخاذ القطع البحرية التركية وضع القتال أصبحت كلها عدو لمصر

 

وسط حشود عسكرية هائلة على الجانبين في ليبيا، لا يمكن اعتبار معركة سرت- الجفرة، مجرد معركة عادية بين قوات حفتر وميليشيات الوفاق ولكنها معركة حاسمة بمعنى الكلمة. وتمثل  مفترق طرق في الأزمة الليبية برمتها.

فلأول مرة وبعد سنوات من الصراع وتردي الأحوال، قد تتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع، وقد تتقابل مصر وفرنسا وتركيا وغيرهم على أرض ليبيا. كما أن كمية الحشود العسكرية والأسلحة التي تم استقدامها من مختلف الجهات للمعركة هائلة وغير مسبوقة.

وقبل ساعات، وفي الوقت الذي قلّل مسؤول عسكري بقوات حفتر، من أهمية تلك التحركات والتعزيزات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات الوفاق المدعومة من تركيا، حول مدينتي سرت والجفرة قائلا: إن اندلاع معركة عسكرية أمر مستبعد. وقال خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات حفتر، إن تركيا لن تجازف وتغامر بالهجوم، والتقدم نحو خط سرت والجفرة بعد دخول مصر، خوفا من التورّط في معركة طويل الأمد وغير محسوبة العواقب خاصة بعد الضربات والخسائر التي تلقتها في قاعدة الوطية، مشددا على أن قواتهم تتابع كل التطورات على مدار الساعة، وجاهزة للدفاع عن المدن الليبية. واعتبر المحجوب التحشيد العسكري الذي تقوم به تركيا، بإرسال دفعات جديدة من المرتزقة والسلاح لميليشيات الوفاق والخطب التصعيدية والتهديدات، أبعد ما تكون عن الواقع على الأرض، والغرض منها حجز مكانة في التفاوض الدولي، أما المعركة في رأيه، ربما لن تتجاوز حدود مناطق الوشكة وأبو قرين غرب سرت.

قال شهود عيان وفق تقرير لوكالة رويترز، ان الساعات الأخيرة شهدت تحرك رتلا من نحو 200 مركبة شرقا من مصراتة على ساحل البحر المتوسط باتجاه مدينة تاورغاء وهو نحو ثلث الطريق إلى سرت. وأكد الناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، أن تركيا ما زالت تدفع بمزيد من المرتزقة والمعدات العسكرية إلى ليبيا، وحولت مدينة مصراتة إلى قاعدة لإدارة عملياتها للانطلاق نحو الهلال النفطي، واتخذت منشآت حيوية في المدينة لتمركز الميليشيات المسلحة وقواتها.

وبالتزامن مع الاستنفار العسكري، هددت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا للمرة الأولى، بفرض عقوبات على انتهاك حظر نقل السلاح إلى ليبيا. وقال الرئيس ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي في بيان مشترك، ندعوا كل الأطراف الخارجية إلى إنهاء تدخلها المتزايد وإبداء الاحترام الكامل لحظر السلاح الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”. وشددوا نحن مستعدون لبحث إمكانية استخدام العقوبات إذا استمر انتهاك الحظر بحرا وبرا وجوا.

في سياق التصعيد، كشفت صحيفة ميللت التركية، أن تركيا نشرت قاذفات صواريخ ومدفعية في ليبيا ضمن عمليات دعم ميليشيات الوفاق استعداد لمعركة تلوح في الأفق في مدينة سرت الاستراتيجية الرئيسية على البحر المتوسط. وأضافت نقلت قاذفات الصواريخ متعددة الإطلاق من طراز  تي- 122 سكاريا ومدافع ذاتية الدفع من طراز تي -155 فيرتونا -استخدمت بشكل فعال في العمليات العسكرية في سوريا- إلى مواقع بالقرب من سرت. تزامن ذلك مع وصول وزير داخلية حكومة ميليشسيات الوفاق فتحي باشاغا، إلى انقرة وتردد أن المعركة وشيكة وزيارة باشاغا للوقوف عل آخر الاستعدادات.

في السياق ذاته، طالب وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بقطع المساعدات الخارجية عن خليفة حفتر، واصفا إياه بـ”الانقلابي الذي يعيق جهود السلام في ليبيا” على حد مزاعمه وتلون أكار، في تصريحات وقال، إن المساهمات التي ستقدمها تركيا من أجل إحلال السلام والاستقرار في المتوسط، ستكون نموذجا للمنطقة والعالم بحسب مزاعمه!!

وعن تصورة لمجرى المعركة القادمة، قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء محمود زاهر، في تصريحات، إن مجرد اتخاذ البوارج التركية وضع القتال دون إطلاق رصاصة واحدة، فلا بد أن يكون الصاروخ المصري جاهزا. مشيرا إلى أن أردوغان لديه 14 قطعة بحرية في البحر المتوسط، ومصر لديها انتشار لاستقبالهم، لافتا إلى أنه في حالة الاشتباك بحريا فأي قطعة بحرية ستدخل المجال الحربي ستكون عدوا. واضاف زاهر، طالما أن قوات حفتر، قادرة على ردع والتصدي للمليشيات على بعد 100 كيلو من سرت والجفرة، فإن الوضع آمنا، أما إذا تقهقر وعاد خلف الـ 100 كيلو، فهنا ستتدخل القوات المسلحة المصرية على الفور، وتبدأ الحرب، مشددا أن تركيا تبعد أكثر من 4000 كيلو متر عن ليبيا، وهي مسافة تصعب الأمور على الجيش التركي للحشد للمشاركة في الحرب.

وما بين اعتبارها استعراضا عسكريا من جانب البعض، وغيوم تسبق المعركة من جانب آخرين، تبقى سرت معركة فاصلة بامتياز.

واكد الخبير العسكري، اللواء شرف الدين سعيد العلواني، في تصريحات، أن ناقوس حرب كبرى على أسوار سرت والجفرة يدق بشدة مع التدخل التركي المتزايد والتحشيد الكبير الذي لا يمكن وصفه إلا بغزو تتاري. وتابع العلواني، إن تركيا مصرة بدعم واضح من دول بعينها علي المضي قدما رغم كل المعارضات الأممية ومجلس الأمن ودول أوربية وعربية لمهاجمة سرت والجفرة، وكشف أن تركيا حشدت ٲكثر من 20 ألف مرتزق ما بين سوري وجنسيات أخري ومن وصفهم بـ”الخونة” من إخوان ليبيا بقيادة زعماؤهم بمصراته والميليشيات بمسمياتها المختلفة والتنظيمات الإرهابية كأنصار الشريعة الفارين من الشرق الليبي وتنظيمي القاعدة وداعش. وتبقى الساعات القادمة هى الفيصل فيما سيحدث في ليبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى