خاص قورينا.. القوى الدولية تُشهر البطاقة الحمراء في وجه فرقاء ليبيا من باب “حراك” الشعب الليبي

جاء القرار المفاجىء للمجلس الرئاسي، التابع لحكومة ميليشيات الوفاق بالإعلان عن وقف إطلاق النار ووقف تام للعمليات العسكرية والقتالية في كل أنحاء ليبيا وتحديد مارس 2021 كموعد لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا.
ليثير الكثير من الأسئلة على الساحة الليبية، التي كانت تتجهز لمعركة في سرت، قبل أكثر من شهرين وتوالي مجىء المرتزقة والسلاح والعتاد. ثم إذ فجأة يعلن المجلس الرئاسي الذي يديره السراج هذه القرارات، ويعلن مجلس نواب طبرق على لسان عقيلة صالح، دعوته لوقف إطلاق النار واستئناف ضخ النفط ووضع إيراداته في حساب خاص في المصرف الليبي الخارجي.
ماذا تغير في المشهد؟ ولماذا انقلب هكذا فجأة.
يرى مراقبون، أن المسيرات التي خرجت في العديد من المدن الليبية يوم 20 أغسطس ضمن حراك “رشحناك” تعلن رغبتها في قيادة د. سيف الإسلام القذافي ليبيا خلال المرحلة المقبلة، وتدعوا لانتخابات رئاسية وبرلمانية، وايقاف الاقتتال والمؤامرة على ليبيا، بأنها السبب “الرئيس” في تغيير المعادلة داخل الوطن.
وكان قد خرج آلاف الليبيين، في مختلف المدن والبلدات الليبية تعبيرا عن رغبتهم في تولي د. سيف الإسلام القذافي مقاليد الأمور في الوطن خلال الفترة القادمة. وعدم الالتفات أو إعطاء قيمة لقرارات المحكمة الجنائية الدولية بخصوص سيف الإسلام. فليبيا ليست عضوا في المحكمة ولا تلزمها قرارتها.
ورغم التضييق الأمني المشدد والاعتقالات، في صفوف أنصار سيف الاسلام معمر القذافي، لمنع الحراك المؤيد لسيف الاسلام من الانتشار والتفاعل الشعبي، وخصوصا في المنطقة الشرقية، حيث تم اعتقال المئات من الشباب، ونشطاء حراك “رشحناك” على مدى الأيام الماضية، من جانب حفتر وأبنائه، وذلك في محاولة لإسكات صوتهم وهو ما سبب استياءًا ليبيا بالغا.
جاءت المسيرات حاشدة، ضمن حراك “رشحناك” في غات والكفرة وسرت وبني وليد ومختلف المدن والبلدات الليبية. تحت شعار “يد بيد من أجل ليبيا الغد” تطالب بالدكتور سيف الإسلام القذافي مهندس ليبيا الغد ومنقذها.
وفي مدينة الزاوية، خرجت مسيرات تؤيد د. سيف الإسلام القذافي قائد لليبيا، لكنها قوبلت بميلشيات آمر ميليشيا المرسي فتحى باشاغا، تتعرض لها، ما دفع بالمتظاهرين للهتاف ضد باشاغا حيث وصفه المتظاهرون بـ (بياع قومات) إطارات السيارات، ووصفوه بالمليشاوي الذي يسيطر على الشرطة النظامية.
وفي بريطانيا، أعلن تجمع “المهجرين الليبيين” بالساحة البريطانية، تضامنه مع حراك “رشحناك”، وطالب أبناء منطقة شرق ليبيا بالتدخل لإطلاق سراح المعتقلين من عناصر الحراك.
مؤكدا أنه بصدد إعداد مذكرات ضد هذه الإنتهاكات الصارخة والتوجه بها إلى منظمات حقوقية وإنسانيه عالمية لإيقاف هذه المهازل بحق الليبيين من جانب قوات حفتر.
وعلق عمر بوشريدة، محلل وناشط سياسي، بالقول أنه لا يمكن للمتابع للتطورات السياسية في المشهد الليبي، أن لاينتبه لتأثيرات الحالة الشعبية الجماهيرية التي يمثلها تيار سيف الإسلام في مجريات الأحداث. فلم تكن إشارة غسان سلامة في أول ظهور سياسي له بعد تكليفه بالملف الليبي لرمزية سيف الإسلام، إلا اعتراف بفشل اتفاق “الصخيرات” بغياب هدا التيار الوطني العريض. وأضاف، لا يمكن لنا أن نتجاهل الضغط السياسي علي أطراف الصراع الذي شكله “حراك رشحانك” في الإعلان عن البدء في وقف إطلاق النار وبدء عملية الحوار السياسي.
وعلق الإعلامي والناشط السياسي، أحمد الصويعي، بأن التحديات والعواصف التي تعاني منها ليبيا، بمختلف قواها المجتمعية تتضاعف كل يوم، وذلك بسبب ما آلت إليه البلاد من انفلات و فوضى عارمة، نجم عنها أضرار جسيمة سياسية واجتماعية واقتصادية.
مضيفا إن الجماهير هي محور عملية التفاعل السياسي و الاجتماعي والثقافي، ومن هذا المنطلق خرج أنصار الدكتور سيف الإسلام القذافي، للإضطلاع بدورهم الرئيسي للتعبير عن رأيهم رغم محاولات إسكات صوتهم.
حراك “رشحناك”، ينطلق من أسباب واقعية مريرة، تتبدى في فقدان الأطراف الموجودة أي شرعية لها في ليبيا. واستمرار تردي ظروف المعيشة وتواصل الحروب العبثية، وهو ما كان له الفضل في التغيير المفاجىء الذي طرأ على المشهد الليبي.
جدير بالذكر أن هذا الحراك لم يظهر اليوم، ولكنه موجود منذ سنوات على الساحة الليبية.