محلي

خاص قورينا.. الفساد سبب تفجر مظاهرات طرابلس وخراب ليبيا بعد نكبة فبراير 2011

تفجرت المظاهرات في العاصمة طرابلس لأسباب عدة. في مقدمتها تفشي الفساد الذي يشعر به كل ليبي. فالوضع ليس إدارة دولة ولكنها “تصرفات مافيا” بمعني الكلمة تسيطر على مقدرات الليبيين.

ورغم توالي التقارير الرقابية، من جانب ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية وغيرها من التقارير الدولية المندة ببشاعة الفساد في ليبيا. فليست هناك أي تحركات من جانب حكومة ميليشيات الوفاق وكأن الفساد هو “الغاية” لوجودهم في السلطة.

 ويتبدى الفساد في أشكال عدة داخل ليبيا.

وأكد ديوان المحاسبة، وجود قصور وإهمال في العمل وسوء إدارة متعمد، بالشركة العامة للكهرباء، يرقى إلى كونه جرائم جنائية، هى السبب وراء انقطاع الكهرباء لساعات طويلة. وأحال رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، إلى القائم بأعمال النائب العام، ملفاً بنتائج أسباب ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي لمدد طويلة. وأوصى “شكشك” بمنع مسؤولين في الشركة العامة للكهرباء، من السفر للخارج إلى حين انتهاء التحقيقات.

فانقطاع الكهرباء لم يكن مشكلة أحمال أو شح وقود أو غاز أو خلافه ولكن فساد وتواطؤ. 

في نفس السياق، كان قد كشف ديوان المحاسبة ذاته، أن ليبيا من أكثر 9 دول فسادا في العالم، وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية والذي لم يعطي لليبيا سوى 17 نقطة من أصل 100 نقطة في الشفافية والنزاهة!

وعدد ديوان المحاسبة، أسباب الفساد المتأصل في ليبيا، وقال إنه يعود إلى ضعف الوازع الديني، والانقسام السياسي، وازدواج السلطات، إلى جانب غياب الدور الحقيقي لمؤسسات الدولة.

وكشف عن أنه، وفي الفترة من عام 2012 وحتى 2017 تم صرف ما قيمته 270 مليار دينار لا يظهر لها أثر ملموس على الأرض!.

واعتبر ديوان المحاسبة،  أن المحاباة والتسيب والوساطة هم السبب الرئيس في إنفاق أكثر من 21 مليار دينار سنويا على المرتبات، ووجود نحو 1.8 مليون موظف عمومي بمعدل إنتاجية لا يتعدى “ربع ساعة” يوميا، فضلا عن “التواطؤ والرشوة، والإهمال الذي يعد السبب في إهدار 80 مليار دينار على مشروعات تنموية من عام 2010 حتى العام الجاري دون تحقيق أي تنمية! 

وكشف ديوان المحاسبة، انفاق مليارات الدولارات سنويا على التعليم والكهرباء والصحة دون أن يظهر أي أثر لذلك.

وقال الكاتب السياسي، عز الدين عقيل، إنه من الطبيعي أن تواجه حكومة السراج الاحتجاجات بالنار، فهي تعرف تماما أنها كيان فاقد للشرعية، ولا تتمتع بأي دعم شعبي مهما تواضع، والليبيون يحملونها مسؤولية الفساد و يعتبرونها “حكومة عميلة للخارج”.

وهتف المتظاهرون وغالبيتهم من الشباب، “ليبيا! ليبيا!” و”لا للفساد”، مؤكدين أنهم ضاقوا ذرعا من تدهور الخدمات، والانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه وطوابير الانتظار الطويلة أمام محطات توزيع الوقود.

فـ”ليبيا” ليست غارقة في الفوضى فحسب، بل غارقة أيضا في الفساد، إذ تحتل المرتبة رقم 168 من أصل 180 دولة مدرجة على قائمة منظمة الشفافية الدولية عام 2019.

وقال الباحث السياسي كامل مرعاش، في تصريحات، إنه كان من الطبيعي، أن تنفجر مظاهرات طرابلس، في وجه حكومة السراج الغارقة في الفساد والطغيان ولم تعط أي اهتمام بمستقبل الشباب.

الفساد في ليبيا عنوان مرحلة طويلة بعد نكبة 17 فبراير 2011 والليبيين يحاولون التطهر منها بمظاهراتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى