محلي

خاص قورينا.. في ذكرى مرور 51 عامًا على ثورة الفاتح_ نشتاق إليك يا وطن

لم يتذوق الليبيون، طعم ثورة الفاتح، ولا إنجازاتها الحقيقية والخيرات، التي دفعت بها إليهم أكثر من الأيام السوداء هذه التي يعيشونها، غرباء في وطنهم. يتطلعون “للضي والماء والسيولة” وخيرات بلدهم دون أن يجدوها وهى تحت أقدامهم. لكن ينهبها الخونة والمرتزقة، وتبددها الحكومات الفاسدة.

وفي الذكرى الـ51 لثورة الفاتح، التي انطلقت في 1 سبتمبر 1969، يتذكر الليبيون اليوم وكما هى عادتهم كل عام، ووسط استعدادات لاحتفالات صاخبة غدًا في مختلف المدن الليبية، ما عاهدوه وعايشوه من خيرات في بلدهم على يد الفاتح القائد الشهيد معمر القذافي.

فمنذ قيامها وحتى سقوط الوطن بمؤامرة خبيثة خسيسة بعد نكبة 17 فبراير 2011. لم يكن متصورا ولم يحدث أن نقصت السيولة أو انقطعت الكهرباء أو الماء او سادت الفوضى كما هو اليوم.

عرف الليبيون، خيرات بلدهم وتمتعوا بها، بعدما قام القائد الشهيد، معمر القذافي، بتأميم النفط وشركاته التي كانت تمص خيرات الوطن وطرد كل قواعد الاستعمار من ليبيا. وقاد أكبر حركة عمران وتنمية في مختلف ربوع الوطن الليبي، وهو يحافظ على كرامة الليبي قبل أي أحد آخر. ويحافظ على استقلال قرارها. 

وعلى المستوى الاقتصادي، نمت ليبيا كما لم تتقدم وتنمو من قبل خلال عصور الملكية والظلام.

وعلى المستوى الاجتماعي تم الحفاظ على حقوق المرأة والطفل والشاب في دولة مستقرة آمنة.

وعلى المستوى السياسي، استطاعت ثورة الفاتح بعد قيامها أن تتقدم الصفوف العربية، تنادي بالاستقلال العربي ومواجهة الكيان الصهيوني وتحرير الأرض العربية وتحرير الشعوب المستضعفة.

 كما تبوأت ليبيا بعد ثورة الفاتح قبل 51 عامًا، وقبل نكبة فبراير 2011 مكانة دولية وإقليمية كبرى. ومكانة أفريقية مميزة واستضافت العديد من قمم الاتحاد الأفريقي. 

فعادت على يديها السيادة لليبيا، وشهدت إنشاء شبكة طرق ربطت شرق وغرب وجنوب البلاد، وتنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم الذي نقل المياه من عمق الصحراء في جنوب البلاد إلى الشمال الذي كان يعاني نقصاً في الموراد المائية، وأصبح النهر واحدا من أعاجيب الدنيا الكبرى في عصره وبعدها.

وقد كان القائد الشهيد، معمر القذافي، صادقا تماما في رؤى وآفاق ثورة الفاتح وهو ما ظهر في البيان الأول لها: عندما قال أيها الشعب الليبي العظيم:

تنفيذا لإرادتك الحرة وتحقيقا لأمانيك الغالية، واستجابة صادقة لندائك المتكرر الذي يطالب بالتغيير والتطهير ويحث على العمل والمبادرة ويحرض على الثورة والانقضاض، قامت قواتك المسلحة بالإطاحة بالنظام الرجعي المتخلف المتعفن الذي أزكمت رائحته النتنة الأنوف، واقشعرت من رؤية معالمه الأبدان ، وبضربة واحدة من جيشك البطل تهاوت الأصنام وتحطمت الأوثان فانقشع في لحظة واحدة من لحظات القدر الرهيبة ظلام العصور، من حكم الأتراك إلى جور الطليان إلي عهد الرجعية والرشوة والوساطة والمحسوبية والخيانة والغدر، وهكذا منذ ألآن تعتبر ليبيا جمهورية حرة ذات سيادة تحت اسم الجمهورية العربية الليبية..

وأضاف: ستسير في في طريق الحرية والوحدة والعدالة الاجتماعية, كافلة لأبنائها حق المساواة، فاتحة أمامهم أبواب العمل الشريف. لا مهضوم ولا مغبون ولا مظلوم ولا سيد ولا مسود، بل إخوة أحرار في ظل مجتمع ترفرف عليه  راية الرخاء والمساواة، فهاتوا أيديكم، وافتحوا قلوبكم، وانسوا أحقادكم وقفوا صفا واحدا ضد عدو الآمة العربية عدو الإسلام عدو الإنسانية، الذي أحرق مقدساتنا وحطم شرفنا، وهكذا سنبني مجدا ونحيي تراثا ونثأر لكرامة جرحت وحق اغتصب.

وبالمقارنة بين ما تم في ليبيا على يد ثورة الفاتح، قبل 51 عاما وما حدث بعدها على يد مرتزقة ومخربين عاثوا فيها فساداً بعد عام 2011 تبقى المقارنة فادحة. ولا يمكن لأي متابع منصف للدولة الليبية منذ سقوط الملكية، إلا أن يلحظ تحولها من واحدة من أفقر الدول في القارة الأفريقية إلى مصاف دولها الغنية أثناء حكم القائد الشهيد معمر القذافي.

ثم اليوم وبعد رحيله، تحولت ليبيا إلى دولة سائلة فاشلة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، تتحكم فيها الميليشيات المسلحة ومافيا الفساد.

ووفق مراقبون، فإن ما يحدث في ليبيا اليوم، هو أسوأ سيناريو يمكن تخيله لهذا الوطن العريق، حيث صارت ليبيا مرتعا للإرهابيين، القتلة، تجار المخدرات، تجار البشر، كما أصبحت مكانا للتعذيب، تنفيذ الاغتيالات، الاغتصاب، تجارة السلاح غير الشرعية. فليبيا ما بعد القائد الشهيد، معمر القذافي، هى الدولة المفقودة.

وعلق دميتري يغورتشينكوف، المدير المنسق للدراسات الشرق أوسطية في موسكو، في تصريحات سابقة، بأنه مع رحيل النظام الجماهيري السابق، وعبر مؤامرة الناتو، فُتحت أبواب البلاد أمام تدفق الإرهابيين الدوليين. وأن ليبيا كدولة لم يعد لها وجود، فقد سقطت بعد الفاتح في براثن الفوضى والفقر والاقتتال وسرقة مليارات الدولارات.

ويرى ليبيون، أن الأمل تجدد مرة ثانية بالتفاف الجماهير الليبية حول حراك 20 أغسطس “رشحناك” والتطلع لإجراء انتخابات رئاسية في البلاد، وتولي الدكتور سيف الاسلام القذافي مقاليد الأمور وإعادة الاستقرار والرخاء للوطن المعذب.

في الذكرى ال51 لثورة الفاتح، الأمل يشرق في سماء طرابلس من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى