تقرير يكشف حجم معاناة المهاجرين في ليبيا منذ الإطاحة بالنظام الجماهيري

قورينا
نشر موقع “مهاجر نيوز” اليوم الأحد، تفاصيل عمل شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا، بالإضافة لعمليات الدعاية التي تعتمدها هذه الشبكات، وعلاقاتها بشبكات أخرى عابرة للحدود.
وقال التقرير، طالعته “قورينا”: “وراء أحداث رحلة الموت التي يخوضها المهاجرون في ليبيا، تكمن الكثير من التفاصيل التي تشكل أسبابًا رئيسية لتراكم معاناتهم في البلد الذي تمزقه الحروب، منذ الإطاحة بالنظام الجماهيري”.
وزود التقرير بالمزيد من الوثائق والمعلومات حول آلية عمل تلك الشبكات، بدءًا من اصطياد المهاجرين المحتملين، إلى جلبهم إلى ليبيا ومن هناك تكديسهم على متن القوارب المتجهة إلى أوروبا.
وأوضح التقرير أن عمليات الشبكات تتسم بكم هائل من التنظيم والهيكلية المُركبة، والتي اكتسبتها على مدى وقت طويل من العمل في مجال التهريب، سواء كان تهريب البشر أم أي من الممنوعات، وعلى رأس كل شبكة في زوارة هناك “الحاج” وهو زعيم الشبكة، وغالبًا ما يكون من الأشخاص المعروفين أو ممن يحتلون مركزًا اجتماعيًا معينًا.
لكل “حاج” هناك موظف يلقب بـ”الكبران”، مهمته الأساسية الاعتناء بالمهاجرين المتواجدين في المستودعات، وهو من يتولى مهمة التواصل مع “الحاج” في أمور الرحلات واحتياجات المهاجرين وغيرها.
“الكبران” يتولى مسؤولية مواقع التواصل، حيث تنشر من خلال تلك الصفحات أخبارها وتقدم تفاصيل عن خدماتها، وتعمل تحت أسماء وهمية، ولا تأتي على ذكر نوع أو طبيعة أنشطتها إلا عبر رسائل خاصة بينها وبين المهاجرين المحتملين، ومن الأشياء التي يتم عرضها على تلك الصفحات فيديوهات لمهاجرين خلال الرحلة في البحر أو لحظة وصولهم الشواطئ الأوروبية.
يتحدث المهاجرون خلال تلك المقاطع المصورة عن مدى جودة المهرب الذي أوصلهم إلى هناك وكيف أن خدماته مضمونة، والمسؤول عن جمع تلك الفيديوهات ونشرها هو “الكبران”.
أما بالنسبة لأرقام الهواتف التي يمكن للمهاجرين التواصل مع تلك الشبكات من خلالها، فهي غالبًا ما تكون لمهاجرين انطلقوا برحلاتهم إلى أوروبا، وتمت مصادرتها من قبل المهربين قبل صعودهم على متن القوارب، وبالحديث عن جنسيات المهاجرين، يجب الإشارة إلى أن لكل شبكة في زوارة تخصص بجنسيات معينة، وتشتهر الشبكات الكبيرة ذات “الصيت اللامع” بعملها مع الجنسيات التي ذكرت سابقا، كون المهاجرين القادمين من هناك يدفعون بالدولار أو باليورو، وبالتالي يعتبرون من الفئات المهاجرة الأكثر حظًا.
وقال أحد المهاجرين التشاديين لـ”مهاجر نيوز” إن الكثير من تلك الشبكات في الزاوية مثلا تنصب على المهاجرين، وتتقاضى منهم أموالاً ومن ثم إما لا تسيّر قوارب أو تسلمهم لخفر السواحل، أو أسوأ تبيعهم لشبكات أخرى.