تشاد: المرتزقة والمقاتلون الأجانب بليبيا يخاطرون بتقويض القتال ضد الإرهاب

قورينا
حذر وزير الخارجية التشادي عمر بن داود، أمس الثلاثاء، من عبور مرتزقة ومقاتلين أجانب من ليبيا إلى منطقة الساحل، مهددين بتقويض المكاسب فى محاربة الإرهاب من قبل خمس دول فى غرب إفريقيا وإغراق المنطقة فى أعمال عنف من شأنها يصعب السيطرة عليها.
وقال عمر بن داود، فى تصريحات له نقلتها وكالة “أسوشيتد بريس”، إن تدهور الوضع فى منطقة الساحل سيضر بإفريقيا ككل ويمكن أن يحول القارة إلى “ساحة معركة وقاعدة للإرهاب الدولي”.
وأضاف أن توغل المرتزقة من ليبيا إلى تشاد الذى أدى إلى وفاة الرئيس التشادى إدريس ديبى إنتو الشهر الماضى لثلاثة عقود “هو مثال ممتاز لما يمكن أن يحدث فى جميع أنحاء منطقة الساحل” إذا لم يتخذ المجتمع الدولى الإجراءات المناسبة، مشيرًا إلى أن أكثر من 400 شخص قتلوا فى هجمات فى بوركينا فاسو ومالى والنيجر منذ مارس.
وأشار إلى أن إحدى الأدوات “لهزيمة الإرهابيين فى منطقة الساحل” هى القوة الإفريقية المكونة من خمس دول والتى تكافح الإرهاب فى المنطقة، والتى قال داود إنها تحتاج إلى تمويل مستمر ومكتب دعم لوجستى وتشغيلى للأمم المتحدة يتم تمويله من المساهمات المقدرة من الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة.
كما أعرب قائد القوة وسفير النيجر لدى الأمم المتحدة وأعضاء المجلس الإفريقى الآخرين وفرنسا وأمين الأمم المتحدة عن دعم مكتب الأمم المتحدة لتقديم تمويل طويل الأجل لقوة الساحل G5 من تشاد ومالى وبوركينا فاسو والنيجر وموريتانيا، الجنرال أنطونيو جوتيريس، الذى حث الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا على تمويل القوة المشتركة.
ومن جانبها قالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس جرينفيلد إن إدارة بايدن مثل أعضاء المجلس الآخرين “منزعجة من تصاعد التطرف العنيف والهجمات الإرهابية والعنف بين الطوائف فى جميع أنحاء منطقة الساحل، مشددة على أن الولايات المتحدة تعتقد أن صناديق حفظ السلام التى تقيمها الأمم المتحدة ليست مصدرا قابلا للتطبيق لتمويل القوة المشتركة ويجب أن يستمر دعمها من خلال صندوق استئمانى وتمويل ثنائي.
وكانت الولايات المتحدة خصصت أكثر من 588 مليون دولار كمساعدات أمنية وجهود أخرى لمكافحة التطرف العنيف فى الدول الخمس.
فيما علق سفير النيجر لدى الأمم المتحدة عبدو عبارى، قائلا إن أكثر من 2440 مدنيًا وأفراد من قوات الدفاع والأمن فقدوا حياتهم فى المنطقة الحدودية بين بوركينا فاسو ومالى والنيجر فى عام 2020، والتى كانت “الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين”.
وشدد على “ضرورة محاربة هذا الإرهاب العابر للحدود ، والذى تشكل تداعياته مصدر قلق كبير لبقية إفريقيا”.
وأعرب السفير الفرنسى نيكولا دى ريفيير، الذى تمتلك بلاده قوتها الخاصة لمكافحة الإرهاب فى المنطقة والتى تتعاون مع مجموعة الدول الخمس، عن قلقه إزاء تدهور الوضع فى منطقة الساحل، مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية رغم تضررها بشدة تواصل أعمال العنف وتحاول بسط سيطرتها، ويمتد التهديد الآن إلى جنوب مالىن ولكن أيضًا إلى ساحل العاج وغانا وتوغو وبنين، مشددًا على أن آثار الفقر وتغير المناخ تؤدى إلى تفاقم هذه التوترات.
وقال دى ريفيير إنه على الرغم من الجهود التى تبذلها فرنسا وغيرها ، فإن الأزمة الإنسانية فى منطقة الساحل تزداد سوءًا، حيث يحتاج 29 مليون شخص إلى مساعدات طارئة.