
“عودة عقارب فزان”..تحت هذا العنوان نقلت وسائل إعلام محلية رعب ومعاناة إهالي أقليم فزان من غزو العقارب السامة ذات اللدغات المميتة للمنازل والبنايات الخاصة والعامة، وذلك بعد مرور أكثر من عقدين على إختفائها بفضل جهود ثورة الفاتح من سبتمبر التي غيرت من واقع الحياة في ليبيا، حيث قضت على الرجعية والجهل والفقر وبدأت في التطوير التنمية والإهتمام بالمواطن والبنية التحتية، لكن العقارب عادت مجدداً لتطل برأسها من وسط الركام والدمار الذي أصاب ليبيا بسبب “نكبة فبراير” والذي حول الدولة من العمران والتقدم إلى بيئة خصبة لظهور الحشرات والزواحف والعقارب.
قبل قيام الفاتح
قبل العام 1969 وعلى مدى عقود عانت مدن ومناطق الجنوب الليبي من هجمات العقارب خلال فصل الصيف حتى وصل الأمر إلى أن المواطنين تخلوا عن النوم لساعات خشية التعرض للدغات العقارب أثناء النوم، وقد شكل الأمر هاجساً كبيرا بين الأهالي في الجنوب ،إلى أن نجحت ثورة الفاتح عام 1970 في القضاء علي تلك العقارب، بعد أن جلبت إلى المنطقة العديد من الشركات المتخصصة في التطهير والتعامل مع تلك الظواهر.
في ظل الفاتح
وروت وسائل إعلام أن أهل الجنوب عرفوا النوم والراحة دون خوف في ظل ثورة الفاتح التي أنقلبت على الفساد والرجعية وأنضمت إلى صرخات الليبيين المكلومين، كما نجحت الثورة في تأمين الناس على حياتهم وحياة طفالهم بالقضاء على العقارب وكل ما من شأنه يشكل تهديد على حياة الفرد والمجتمع، كما أن الدولة في ذلك الوقت وفرت الأمصال والأدوية المضادة للدغات العقارب حال تعرض أي مواطن صدفة إلى لدغة عقرب، كما قامت الدولة ببناء المستوصفات والمجمعات الصحية بمختلف الأحياء المدن والقرى.
“أخر تقديرات لضحايا العقارب”
وذكرت وسائل إعلام محلية أن العقارب تمكنت امن القضاء على أكثر من 75 طفل خلال الثلاثة أعوام الأخيرة ،كما إصابة نحو 102 مواطن بلدغات نقلوا على أثرها إلى المستشفيات خلال المدة نفسها ،بحسب مدير جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة إبراهيم بلحسن، الذي أكد إن عدد الإصابات جراء لدغات العقارب بلغت أكثر من 100 حالة في مستشفى الكفرة العام؛ وعشرات الحالات في المناطق المجاورة لها.
وأوضح بلحسن في مداخلة تلفزيونية؛ أن عددا من حالات الوفاة نتيجة لدغات العقارب السامة سجلت نتيجة شح سيارات الأسعاف والمرافق الصحية والكوادر الطبية، والتي حالت دون وصول المصاب في أسرع وقت إلى المستشفي لتلقي المصل المضاد مما أتاح للسم الانتشار في الجسم بشكل كبير وخصوصا لدى الأطفال بسبب ضعف أجسامهم وبنيتهم، وفق قوله.
بسبب شد الحرارة
وأرجع بلحسن تزايد أعداد الحالات المصابة بلدغات العقارب هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية؛ إلى الزيادة الشديدة في درجات الحرارة؛ إلى جانب أن العقارب وجدت البيئة المناسبة للتكاثر بسبب وجود العديد من المنازل المهجورة جراء الحروب التي دمرت البلاد
ويخرج العقرب من جحره عند ارتفاع درجات الحرارة باحثا عن البرودة ويتوجه إلى الأماكن الباردة ومنابع المياه ليلا، وفي النهار يبحث عن أماكن فيها الظل والرطوبة، وهو ما توفره منازل المواطنين مما يجعلهم عرضة للدغاته السامة.
وسجلت مدينة الكفرة تزايدا في أعداد الذين تعرضوا للدغات العقارب هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث تنتشر العقارب في المنطقة الجنوبية تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة.. فمع بداية فصل الصيف تتزايد أعداد الإصابات نظرا للأجواء الحارة التي تدفع العقارب إلى مغادرة جحورها ويقول البعض إن ساعات المساء هي الأكثر نشاطا.
وفاة 1 من خمسة مصابين
وحسب إحصائيات رسمية دولية فإن نسبة الوفيات بسبب لدغات العقارب تبلغ 1 من 5 من بين المصابين البالغين وهي أكثر عند الأطفال بسبب ضعف بنيتهم.
7 أنواع من العقارب
ونوه مدير جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة إلى انطلاق عدة حملات ترشيدية في المدينة لتنظيف المنازل ومحيطها لمكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشار العقارب، مشيرا إلى أن في الجنوب سبعة أنواع من العقارب شديدة السمية، وفق قوله.
فشل حكومات النكبة
وفيما يخص الاهتمام الحكومي للتخلص من العقارب لا تهتم حكومات مابعد نكبة فبراير بهذا الموضوع، رغم أن محاربته تتم بالقضاء على الآفة عبر المبيدات، وتوفير الأدوية الخاصة بعلاج المصابين وتوفير مسعفين ليتولوا إنقاذ الحالات التي تتعرض للدغ، وهو أمر لم تقم به الدولة”
وفي تصريحات سابقة للمعالجة والمسعفة “خديجة عنديدي” أكدت أن معاناة المواطنين الكبيرة في الجنوب بسبب العقارب التي تؤدي إلى فقدان الأهالي أطفالهم، مضيفة أن مخاوفهم تزداد مع دخول فصل الصيف، مشيرة إلى وفاة عدد من الأطفال نتيجة هذه العقارب السامة في السنوات الأخيرة.
طريقة علاج المصابين
وحول طريقة علاج الشخص المصاب، وضحت أحدى المسعفات أن العلاج يتم عبر طرق الإسعاف الأولية، حيث يتم تهدئة الشخص نفسيا، وطمأنته بأنه سيتعافى، ثم ربط جزء من الجسد بعيد عن مكان اللدغة، ثم يفتح المكان بأدوات جراحة، واستخراج الدم المصاحب لسم العقرب، مضيفة:
وتابعت: “بعد إتمام هذه الطريقه من الإسعاف نلاحظ تحسن الحالة وأيضا توقف جريان السم في الجسم، وبدل من أن ينتشر أو يسري في الجسد، فإن السم ينزل مع الدم من مكان اللدغة، وهو ما نلاحظه بالحديث مع المصابين، الذين يكونون في حالة جيدة بعد هذا العلاج، ووقتها يمكنه أن يأكل ويشرب شرط ألا يشرب كل ما هو بارد جدا أو مثلج”.