محلي

كل ساق سيسقى بما سقى.. الرئيس الموريتاني السابق يقبع ذليلاً في السجن بعد سنوات من خيانته للعميد «السنوسي»

وكأننا نقف أمام شكسبير ونسمعه يردد الحكمة المشهورة التي تقول: لا تكره أحدا، ولاتنتقم من أحد لأن كل من يسيء تسيء له الدنيا، واشفق على من يظلمك لأنه سيقف عاجزاً أمام تسويات الحياة.

فها هو الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، يقف عاجزاً بعد وضعه في السجن، بأمر من القاضي المكلف، بتهمة اختلاس وغسيل الأموال والإثراء غير المشروع، وكأنها تسويات الحياة بعد مساومات مشبوهة أجراها بمشاركة قطر وتركيا لتسليم العميد عبدالله السنوسي إلى سلطات طرابلس.

وبمبلغ 200 مليون دولار أمريكي خان «ولد عبد العزيز» الأمانة بتسليم «السنوسي» للجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة المنحلة بقيادة بلحاج وخالد الشريف مقابل 200 مليون دولار منحتهم له حكومة عبدالرحيم الكيب على طريقة العصابات.

يذكر أن السنوسي ظل مواليا للقائد الشهيد معمر القذافي حتى النهاية، وفي 21 أغسطس 2011، أي بعد يوم من دخول ميلشيات عبد الحكيم بالحاج المدعومة من الناتو،  تحدث إلى الصحفيين الأجانب في طرابلس متهما «الاستخبارات الغربية وحلف شمال الأطلنطي» بالعمل جنبا إلى جنب مع القاعدة لتدمير ليبيا.

وسلم «ولد عبدالعزيز» العميد السنوسي إلى المليشيات الإرهابية في صفقة مشبوهة ومجحفة بحق الليبيين شملت عدة أمور، بينها إطلاق سراح كل الموريتانيين المحتجزين أو العالقين في ليبيا، وإجراء جرد لممتلكات الموريتانيين المُرّحلين، ودراسة تعويضهم بالطرق الأخوية، إضافة إلى الزام طرابلس ببناء كل المشاريع الليبية في موريتانيا، والتي تعطلت مع نكبة فبراير ورفع الحظر عن الاستثمارات الليبية في نواكشوط، والاتفاق على طريقة للتعامل مع الديون الليبية على موريتانيا.

ولكن بعد أكثر من 10 أعوام قضاها«ولد عبدالعزيز» في رئاسة الدولة الساحلية الشاسعة في غرب أفريقيا، جاء قرار سجن ولد عبد العزيز نكسة جديدة له في عهد خليفته محمد ولد الشيخ الغزواني، رغم أنه هو من مهد الطريق أمام رئيس مكتبه السابق والوزير السابق لخلافته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى