باحث بمركز كارنيجي الأمريكي: هناك أسباب لمحدودية التفاؤل بشأن مخرجات برلين 2 حول ليبيا عكس برلين1

أكد الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمركز كارنيجي الأمريكي للسلام الدولي، فريدريك ويري، أن مؤتمر برلين 2 بشأن ليبيا يعد علامة فارقة مهمة على طريق خروج البلاد من سنوات الحرب الأهلية والجمود السياسي.
وأشار ويري في مقال له على الموقع الإلكتروني لمركز كارنيجي للسلام الدولي رصدته “قورينا” إلى أن أحد المخرجات الرئيسية من برلين2 من قبل المشاركين الليبيين والدوليين هو تجديد الالتزام بإجراء انتخابات وطنية في أواخر ديسمبر 2021 لتحل محل الحكومة المؤقتة.
وتابع ويري أن تركيا كان لها تحفظ على نص البيان الختامي لمؤتمر برلين 2 لاستبعاد قواتها العسكرية من مغادرة ليبيا بزعم أنها جاءت بدعوة من حكومة الوفاق السابقة، مشيرا إلى تأكيد البيان الختامي لبرلين 2 على مغادرة القوات العسكرية الأجنبية ليبيا وخاصة المرتزقة التابعين لتركيا وروسيا.
وأوضح ويري أن هناك سبب لمحدودية التفاؤل على عكس مؤتمر برلين الأول في يناير 2020، مبينا أن ليبيا ليست في حالة حرب مفتوحة لقد تحول المتدخلون الخارجيون تكتيكياً من التدخل العسكري العلني إلى المناورة من وراء الكواليس.
وأضاف ويري أنه على النقيض من تأييد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لما وصفه بأمير الحرب المتمركز في الشرق “خليفة حفتر” وداعميه الأجانب، فإن الولايات المتحدة في عهد الرئيس، جو بايدن، تظهر قيادة أكثر مبدئية ومنصفة لكن خطر تجدد الصراع في ليبيا مازال قائما.
ولفت ويري إلى أن التاريخ الحديث منذ سقوط ليبيا مليء بأمثلة على العمليات السياسية المدعومة دوليا والتي أدت إما إلى زيادة الاستقطاب أو الانهيار في الحرب مثل انتخابات المؤتمر الوطني وانتخابات مجلس النواب 2014 واتفاقية السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة لعام 2015 في مدينة الصخيرات المغربية ، والتي كان من المفترض لإنهاء جولة سابقة من الحرب الأهلية ولكن في الحقيقة أنتجت فقط فترة خلو العرش.
وأوضح ويري أن التركيز الدولي على الانتخابات باعتباره مرهمًا للانقسامات الليبية وإرجاء النخب الليبية وداعميهم الأجانب لإصلاح قطاع الأمن الشامل لصالح التدريب الثنائي يخفي صراعا يلوح في الأفق على الأسبقية من خلال معارضة الجماعات المسلحة.
وأشار ويري إلى تصاعد التوترات والصراعات الداخلية بين الجماعات المسلحة في غرب ليبيا بالإضافة إلى ع التنافس المستمر بين هذه الجماعات المسلحة وقوات حفتر، لافتا إلى أن الجانبين يتلقيان تمويلا من الدولة من ثروة ليبيا النفطية.
وتابع ويري أنه من غير المرجح أن تكون انتخابات ديسمبر إذا حدثت نزيهة وشفافة في جميع أنحاء البلاد نظرا لانعدام الأمن على نطاق واسع وبالمثل فإن الأنماط القائمة منذ فترة طويلة من المحسوبية والتي ظهرت في الانتخابات السابقة ستخلق فائزين وخاسرين جدد بين النخب السياسية والجماعات المسلحة في البلاد، مع تشكيل تحالفات جديدة من الأخيرة لعرقلة المرحلة الانتقالية بعد الانتخابات أو الأسوأ من ذلك بداية حركة حرب جديدة.