شاهدة على الخطط الطموحة لثورة الفاتح ومشروعات ليبيا الغد _ “محطة كهرباء شمال بنغازي”

قورينا
مشاريع ستبقى خالدة على مر الزمان، تسطر بنهضتها تاريخ لن تستطع الحروب والتشوهات التي تحياها ليبيا منذ 2011 تغيرها، كاشفة أسرار و رؤى مستقبلية لثورة الفاتح بقيادة الزعيم الراحل معمر القذافي لبناء دولة حديثة، ثم سار على نفس النهج نجله الدكتور سيف الإسلام، من خلال مشروع “ليبيا الغد” لاستكمال بناء الدولة بكل ما تشمله من جوانب اقتصادية وخدمية ومستوى معيشة مزدهر، بدمج الحاضر والماضي والمستقبل في مشروع واحد لازالت آثاره باقية حتى الآن، ولعل أبرزها كان مشروع محطة كهرباء شمال بنغازي المزدوجة.
وكشف أمين اللجنة الشعبية العامة لقطاع الكهرباء و الطاقات المتجددة في النظام الجماهيري عمران بوكراع ، أن محطة شمال بنغازي المزدوجة، تم إنشائها لتصبح أكبر محطات التوليد بالشبكة العامة للكهرباء بقدرة إجمالية مركبة 1735 ميجاوات، والتي تقع على شاطئ البحر المدينة بمنطقة الكويفية 14 كم، لتخدم المدينة وضواحيها والتي تعتبر أكبر مركز حمل بالمنطقة الشرقية.
وأضاف بوكراع، أن القائد الشهيد معمر القذافي أنشأ محطة شمال بنغازي على ثلاث مراحل رئيسية، جاءت الأولى منها عام 1977 وتتكون من ثلاث وحدات غازية قدرة الوحدة الواحدة 150 MW وبطاقة إجمالية 450MW عند شروط ايزو، فيما دخلت المرحلة الثانية على الشبكة العامة للكهرباء عام 2002، لتتكون من وحدة غازية 165 MW عند شروط ايزو، متابعاً أنه وبالتزامن مع ذلك تم التعاقد لإضافة عدد 2 وحدة مزدوجة سعة الوحدة الواحدة 150 MW ، لتبلغ الطاقة الاجمالية لهذه المرحلة 465MW، والتي دخلت على الشبكة سنة 2007.
وأوضح أمين اللجنة الشعبية العامة لقطاع الكهرباء، أن المرحلة الثالثة تكونت من وحدتين غازيتين بسعة 285 MW للوحدة الواحدة دخلتا على الشبكة العامة للكهرباء سنة 2009، إلى جانب وحدة مزدوجة بسعة 250 MW، عام 2012، مبيناً أن السعة الإجمالية للمرحلة الثالثة بلغت 820MW.
ولفت بوكراع، إلى أن الطاقة الإجمالية لمحطة كهرباء شمال بنغازي المزدوجة 1735MW، مشيراً إلى أن كل ما تتطلبه هذه المرحلة هو تنفيذ العمرات الجسيمة وفق للبروتوكول المعتمد من المصّنع والعمل كذلك على إجراء صيانة شاملة وتجديد لكل المساعدات لهذه المحطة، وإذا ماتم تنفيذ ذلك بالنسبة للمرحلة الأولي فإنّ هذه الوحدات ستعمل على الشبكة بكفاءة إلى أفاق العام 2025 ، وفقاً لما خطط له الزعيم الراحل معمر القذافي وحرص على تنفيذه الدكتور سيف الإسلام، ليتمكن أهالي بنغازي من الحصول على احتياجاتهم من الكهرباء والحياة الإنسانية الراغدة.
وقال بوكراع، إنه ووفقاً لرؤى الدكتور سيف الإسلام القذافي، فتم إنشاء باقي الوحدات في المرحلة الثانية الغازية والمزدوجة، على أعلى مستوى من التصميم والدقة، لتتطلب فقط تنفيذ العمرات في مواعيدها وإجراء الصيانات اللازمة خصوصاً بالنسبة للوحدات المزدوجة، أما بالنسبة للمرحلة الثالثة الوحدات الغازية والوحدة البخارية بطاقة إجمالية مركبة 820MW، لازالت في بداية عمرها الافتراضي، مؤكداً أن كل ماتتطلبه إجراء العمرات وفق الآجال المحددة والاهتمام بالصيانة العامة لمساعداتها .
وأضاف عمران بوكراع، أن هذه المحطات لا يمكن أن تعمل بكفاءة مالم يتم التركيز على برامج الصيانة والعمرات والعمل على تجنب تشغيلها بالوقود الخفيف، وتوفير الغاز الطبيعي كوقود أساسي لهذه الوحدات، فضلاً عن إعطاء الأولوية المطلقة لتوفير التمويلات اللازمة للشركة العامة للكهرباء التي تمكنها من تنفيذ برامج الصيانة والإدامة في مواعيدها .
وأكد بوكراع، أن محطة شمال بنغازي بمراحلها الثلاثة، وبناءً عن ماسبق شرحه، لازالت في حالة جيدة، خاصة مشروع التوسعة الأخيرة بطاقة إجمالية مركبة 820MW ، محذراً من أن كفاءة هذه المحطة ستتأثر سلباً إذا لم يتم إجراء العمرات الجسيمة لمعدات المحطة في مواعيدها، حسب تعليمات المصّنع والاهتمام ببرامج الصيانة العامة لمساعدات المحطة مثل (وحدات التحلية – مدخل مياه البحر -وحدات المعالجة الكيميائية -وحدة الكلورة)، مبيناً أن كافة المحطات بالشبكة الليبية تعمل تحت نفس الظروف والمتطلبات التي تعمل بها تلك المحطة.
وحذر أمين اللجنة الشعبية لقطاع الكهرباء، من أن الإهمال في تنفيذ العمرات والصيانات اللازمة وفقا لتعليمات المصنع، سينجم عنه إنخفاض في القدرة الإنتاجية للمحطات، منتقداً الأراء التي تطالب بإنشاء محطات جديدة دون مراعاة للظروف الاقتصادية التي تمر بها ليبيا بعد عام 2011، مشيراً إلى عجز المسؤولين الحاليين عن توفير الصيانة اللازمة لمحطات قائمة منذ عهد الزعيم الراحل معمر القذافي ، فكيف يمكنهم حالياً توفير تمويلات لإنشاء أخرى جديدة.