قصة من التاريح

“حياء و زفاف”

قورينا

قصة زواج موسى عليه السلام من زوجته هي قصة الفراسة والحياء.فيقول العلماء أفرس الناس ثلاثة:«صاحب يوسف عندما قال لامرأته أكرمي مثواه وأبوبكر حين استخلف عمر، وصاحبة موسى أي زوجته عندما قالت لأبيها: «ياأبت إستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين».

وبتدبير محض من الله عز وجل، وباختياره سبحانه وتعالى إلتقى موسى بفتاتين تمسكان بأغنام لهما وتحاولان أن تمنعا هذه الأغنام أن تفلت منهما.. وهما في ذلك يبذلان جهدا كبيرًا لا قبل لهما به فهذه مهمة الرجال لا النساء.
وعندما رآها موسى وهو قادم من مصر فارا هاربا من فرعون وبطشه لأنه قتل بالخطأ أحد رجاله وعندما اطمأن بأنه خرج من مصر جلس يستظل تحت شجره بعد أيام من الفرار بلا ماء ولا طعام.. وبينما هو هكذا وجد هذا المشهد أمامه، فلم يستطع رغم شدة تعبه وإعيائه أن يتركهما هكذا فسألهما عن سبب وقفتهما هكذا كما يحكى النص القرآني:«وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ».

وكانت على البئر صخرة كبيرة لايقوى على زحزحتها إلا عشرة من الرجال فرفعها موسى وحده فسقى لهما وسقى الأغنام وأمسك بزمامها ومشى بهما حتى أوصلهم إلى بيتهما، ثم جلس تحت شجرة وناجى ربه قائلاً:«رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير» فسمعته إحدى الفتاتين الذي أسرعت لتحكي لأبيها ماحدث فكانت سمة الفتاة الصراحة مع أبيها وسمة الأب مع ابنته الثقه وأمر الأب الصالح إبنته أن تنادي على الرجل الذي ساعدهما فتخرج الفتاه إلى موسى الفتى في مشيه مدحها الله عز وجل فيقول:«فجاءته إحداهما تمشي على إستحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا»وأعجب موسى بحياء الفتاة وبحسن تربية أبوها لها فتزوجها وكانت عروس الحياء التي زفت إلى كليم الله وكما يقول ربنا سبحانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى