قصة دكتور جيكل ومستر هايد
يمتلئ الأدب العالمي بالكثير والكثير من الروايات والحكايات التي أثرت في نفوس الملايين من الناس، وتركت المثل والعبرة للكثيرين، ومنضمن تلك الأعمال (رواية دكتور جيكل اند مستر هايد)،فهي تعد من روائع الأدب الانجليزي،وتم نشرها للمرة الأولى في لندن عام 1886م،وقد كتبها الأديب الأديبالأسكتلندير.ل.ستيفنسون .
تدور أحداث القصة الرئيسية لقصة دكتور جيكل اند مستر هايد حول الصراع القائم بين الخير والشر داخل النفس البشرية، والتياستحوذت على اهتمام علماء النفس لسنينطويلة،ليتوصلوا إلى معرفة ما هي الصراعات التي تدور داخل النفس البشرية؟.
تعتبر الرواية من أشهر الروايات الخيالية على مرالتاريخ، وقد تم تحويلها إلى عمل سينمائي بنفس الاسم، وقد تركت الرواية أثر هام جدًا علىالإدراك والعي الإنساني، لأنها تعمل على تصنيف الحياة المزدوجة التي في ظاهرها خير وفي باطنها شر،وتنتمي هذه الرواية للأدبالقوطي.
وتدور الأحداث في هذه القصة حول محامي بلندن اسمه (غابرييل جون أوترسون، والذي يقوم بالتحقيق في أحداث غريبة لصديقه القديمالدكتور هنريجيكل الذي يمثل جانب الخير، والآخر إدوارد هايد الذي يمثل جانب الشر، وهما يمثلان الفرق الشاسع للطبائع الأخلاقية لكلحالة.
وتبدأ أحداث هذه القصة حينما قام رجل شرير اسمه (هايد) بدهس فتاة في الشارع بقدمه، وقد قام بدفع تعويض لأسرة الفتاة عما فعلهبابنتهم، وقد تملكهم التعجب حينما رأوا الشيك، فقد كان الاسم المكتوب على الشيك لرجل له أهمية بالغة، وذلك الرجل الذي أماهم هو رجلملعون!.
وقد رأى المحامي الذي يدعى (غابرييل أوترورسون)، اسم ذلك الشخص على وصية الدكتور جيكل المعروف بأنه ثري وذو مكانة عالية.
وقد أوصى الدكتور جيكل بأن تذهب ثروته بعد موته أو اختفائه لمدة ثلاثة أشهر إلى شخص يدعى (إداوارد هايد).
استحوذ أمر تلك الوصية وذلك الرجل سيء السمعة بال مستر أوترسون، وقام بالذهاب إلى دكتور آخر يدعى (لانيون،وهو صديق مشترك بينهوبين الدكتور جيكل)؛ ليسأله عن أمور الدكتور جيكل،فأخبره بأنه تعرض لخلل عقلي.
وبدأ مستر أوتروسون مراقبة منزل جيكل من بعيد والذي دخل إليه هايد ليحضر الشيك.
وبعد فترة قام الدكتورجيكل باستدعاء أوتروسون وأربعة من أصدقائه القدامى ليأتوا لزيارته، وقد كان كان الدكتور جيكل عمره خمسون عامًا،وله نظرات ماكرة، فحاول أوتروسون أن يسأله عن أمر تلك الوصية الغريبة،ولكنه لم يعطه إجابه شافية وقال له:أتوقع منك أن تكون عادلًا وأنكسوف تحب هايد.
بعد عام تقريبًا حدثت جريمة قتل، لرجل يدعى مستر كارو،قام هايد بقتله هايد وحطم رأسه، وقد شاهدته فتاة فتاة حينما فعل هذا.
قامت الشرطة باقتحام منزل هايد ومعهم المحامي لكنهم لم يجدوه، فقد كان معتادًا على التغيب عن منزله لفترات طويلة، فذهب أوتروسون إلىالمنزل الدكتور جيكل ليجده مريضًا، ووجد بجواره خطابًا من هايد وهو يعتذر فيه عما قام بفعله مع الدكتور جيكل، وما سببه له من أذى، وهناخمن أوتروسونبأن هايد هو من ضغط على جيكل ليكتب له تلك الوصية، وبأنه كان ينوي أن يقتله.
أخذ أوتروسونالخطاب وقارن بينه وبين الوصية، فوجد أن هناك تشابه كبير بين الخطين،مع اختلاف بسيط في ميل الكتابة فقط، وفي هذهالفترة اختفى هايد تمامًا وعاد جيكل إلى حياته بشكل طبيعي لشهرين فقط، وتوفي الدكتور لانيون لكنه قبل وفاته قام بإرسال خطاب إلىأوتروسون ومكتوب عليه لا يتم فتحه إلا بعد أن يموت أو يختفي جيكل.
وقد ازداد مرض الدكتورجيكل، وبدأ الخدم يخافون منه، ويقولون بأنهم يشعرون أنهم يعيشون مع شيطان، وأنه كان يطلب منهم إحضار موادكيميائية غريبة، ويرتدي قناعًا مشوهًا ويرد عليهم بصوت عالٍ،وقد تعاونوا مع مستر أوتروسون في دخول المختبر، وعندما دخلوا إلى المختبروجدوا أن هايد ملقى على الأرض وهو ميت، ووجدوا على المكتب وصية أخرى باسم أوتروسونبدلًا من اسم هايد، وورقة أخرى مكتوب عليهادعوة بأن يقرأ الخطاب الذي أعطاه الدكتور لانيون له.
وقد كان الخطاب عبارة عن تقرير يتحدث عن حياة دكتور جيكلوهو يحكي عن تربيته المهذبة ونشأته المحترمة، وبأن هذا لم يسمح له أن يحققما يحلم به من حياة طائشة وأن يصير متحررًا، وبدأ في التفكير بأن حقيقة الإنسان أنه ليس شخصًا واحدًا، فمن الممكن أن يكون شخصينأو ثلاثة أو أكثر، وفكر بأن يقوم بفصل هاتين الشخصيتين بطريقة علمية، فقام باختراع تركيبة كيميائية حينما يقوم بشربها يشعر بأنه قدصار أصغر سناً وحجماً، وأكثر شراً، ولو قام بشربه مرة أخرى يرجع لشخصية جيكل الطبيعية.
فظل يستمتع بالمغامرة مع شخصية هايد، ثم يعود لشخصية جيكل مرة أخرى حتى يظل محتفظًا بماله، فيعيش المغامرة بشخصية هايد،ويأوي على فراشه وهو في شخصية جيكل؛ لكنه بعد فترة استمر بشخصية جيكل الطبيعية مدة شهرين كاملين، وكان الشوق يأخذه لأن يعودإلى مغامرات هايد.
وفي أحد الأيام استيقظ من نومه فوجد أن شخصية هايد قد سيطرت عليه، وأنها بدأت تكبر وتصير أكثر قوة ونفوذًا، فقام بشرب التركيبة وقامبقتلكارو، إلا أنه لم يتمكن من أن يعود ليعيش الشخصيتين معًا مرة أخرى، ولم يستطع أن يعود إلى مختبره ليصبحجيكل مرة أخرى.
وقد ترك لنا الكاتب نهاية القصة مفتوحة، لنخمن هل سيموت هايد على مشنقة الشجاعة، ويعود جيكل مرة أخرى لطبيعته، أم سيظل هايدمستمرًا ويستمر في مغامراته؟
فهذه القصة تلخص حالة الصراع الدائم في نفس البشرية بين الخير والشر، والذي سيظل معه إلى نهاية حياته، وإلى أن يرث الله الأرضومن عليها.
عن المؤلف :
روبرت لويس ستيفنسون، هو شعر وروائي ولد عام عام 1850 م،وقد تخصص في أدب الرحلات،وقام بدراسة الهندسة في جامعة إدنبره؛ إلاأنه لم يكن مهتمًا بها، وقام بتغيير دراسته على القانون، وقد تخرج من المحاماة عام 1875م، ثمتوجه إلى الكتابة، وصار يكتب المقالاتوالروايات والشعر.
فقد عايش حياة المغامرة والسفر، وقام بالكتابة في أدب الرحلات، وفرغ نفسه لكتابة كتب الرحلات والقصص القصيرة.
وبعد أن تزوج، قام بنشر وكتابة أفضل رواياته والتي نالت شهرة واسعة في إنجلترا وأمريكا، بجانب قصائد الشعر.
وتعتبر رواية جزيرة الكنز من أشهر رواياته، ولكنه عاش حياته مريضًا بمرض السل، ووافته المنية عام 1894م،وقد كانت حياته مليئة بجولاتنطاقها واسع، وتاريخ أدبي حافل.