دولي

تكساس تقبع في الظلام… والمواطنون يواجهون الموت 

رغم أنها الدولة الكبرى من حيث الاقتصاد والقوة في العالم ولكنها ضعفت أمام عاصفة ثلجية شديدة، وكشفت حقائق عدم استطاعتها توفير الكهرباء الدائمة إلى سكان مدينة تكساس ثاني أكبر ولاية أمريكية.

وغرقت ولاية تكساس في ظلام دامس بعد انقطاع الكهرباء عن ملايين سكان، بسبب عاصفة شتوية قاسية قتلت ما لا يقل عن 25 شخصًا، وشلت الولاية والمنطقة المحيطة بها لعدة أيام.

وانقطعت الكهرباء عن 2.7 مليون منزل، وفقًا لمجلس الموثوقية الكهربائية في تكساس، وهي هيئة تعاونية مسؤولة عن 90 % من كهرباء الولاية التي تعرضت لانتقادات متزايدة بسبب فشل هائل في شبكة الطاقة.

وهبطت فيه درجة الحرارة إلى 18 درجة تحت الصفر، وهذا لم يحدث منذ العام 1989.

ماذا حدث؟
تأثرت شبكة الطاقة في الولاية، بفعل زيادة كبيرة في الطلب على التدفئة، إذ انخفضت درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها في 30 عاماً، لتصل إلى 0 فهرنهايت (-18 درجة مئوية) في وقت سابق من الأسبوع المنصرم.

وبحلول يوم الجمعة، كان لا يزال هناك حوالي 180 ألف منزل وشركة في تكساس من دون كهرباء. ووسط درجات حرارة متجمدة في الأسبوع المنصرم، كان ما يصل إلى 3.3 مليون شخص من دون كهرباء.

وواجه حوالي 13 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان الولاية – بعض الانقطاع في خدمات المياه، إذ تضررت مئات الشبكات بسبب الصقيع.

ولم يتمكن مسؤولو الولاية من إعلان جدول زمني محدد لموعد عودة المياه، قائلين إنّ هذا سؤال لمزودي المياه المحليين، ولم يقم العديد من المزودين بعد بتقييم الأضرار التي لحقت بنظمهم بشكل كامل.

ومع انفجار أنابيب المياه في شتى أنحاء ولاية تكساس بسبب موجة الصقيع، يكافح السباكون المحليون لتلبية الطلب على خدماتهم.

معاناة شديدة
وواجه الملايين من السكان ظروفا غاية في السوء، نتيجة عدم وجود مصادر تدفئة لدى انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة الحصول على إمدادات وقود.

وقالت لورا نويل، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 45 عامًا في واكو بولاية تكساس، إن عائلتها كانت بدون كهرباء منذ فجر يوم الإثنين وتحاول الحفاظ على الدفء من خلال الركض والجلوس في سيارتهم لفترات قصيرة.

خسائر نفطية
وتسببت انقطاع الكهرباء عن خسائر كبرى لقطاع النفط والذي يعتمد على ولاية تكساس الأمريكية، وذكرت وكالة “بلومبرغ” أن مناطق وسط وغرب وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة ولاية تكساس، تشهد موجة برد شديدة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الإنتاج في أكبر حقل نفطي في حوض برميان بولاية تكساس بنسبة 65%.

وقال غاري روس، المتحدث باسم صندوق التحوط “بلاك غولد إنفستورز” إن “الخسائر كبيرة، فقد انهار إنتاج النفط في البلاد بواقع الثلث تقريبا، فقبل موجة الصقيع كان الإنتاج عند 11 مليون برميل يوميا”.

ووفقا لوزارة الطاقة الأمريكية فقد انخفض إنتاج الغاز في المنطقة الجنوبية الوسطى بمقدار 178 مليون متر مكعب يوميا، وتقول تقديرات الوكالة أن حوالي 30% من طاقات الإنتاج المحلية معطلة، وحوالي 7% في جميع أنحاء البلاد.

من جهتها أفادت بيانات من “بيكر هيوز” بأن شركات الطاقة الأمريكية خفضت هذا الأسبوع عدد حفارات النفط والغاز العاملة للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي.

كما أن شركات تكرير النفط (المصافي) في تكساس علقت نحو خمس طاقة تكرير النفط في البلاد، من جراء انقطاع الكهرباء والبرودة القاسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى