لم تكن مصادفة.. الباحث الإيطالي مانليو دينوتشي: حرب الولايات المتحدة والناتو لهدم ليبيا بدأت بعد قرار إنشاء صندوق النقد الأفريقي

قورينا
كشف الباحث الإيطالي مانليو دينوتشي، اليوم الأحد، عن أن حرب الولايات المتحدة والناتو من أجل هدم الدولة الليبية لم تكن من قبيل المصادفة، مشيرا إلى أنها بدأت بعد أقل من شهرين من قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت في 31 يناير 2011م، في إنشاء صندوق النقد الأفريقي خلال عام.
وسلط الباحث، في تقرير له بصحيفة “المانيفستو” الإيطالية، ترجمته “أوج” وطالعته “قورينا”/ الضوء على عملية “فجر الأوديسا” التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد ليبيا قبل عشر سنوات، وبدأت في 19 مارس 2011م، قائلا إن القوات الأمريكية / الناتو بدءا قصفًا جويًا بحريًا لليبيا.
وأوضح أنه تم توجيه الحرب من قبل الولايات المتحدة، أولاً من خلال القيادة الأفريقية، ثم من خلال الناتو تحت قيادة الولايات المتحدة، وفي غضون سبعة أشهر نفذت القوات الجوية للولايات المتحدة والناتو 30 ألف مهمة، منها 10 آلاف هجوم، وأكثر من 40 ألف قنبلة وصاروخ، فيما تم تمويل وتسليح الجماعات المتطرفة في ليبيا وتم اختراق القوات الخاصة، وخاصة القطرية، لإشعال اشتباكات مسلحة داخل البلاد.
وتطرق إلى وضع ليبيا قبل العدوان، مشيرا إلى أن البنك الدولي في عام 2010م، وثق أنها حافظت على “مستويات عالية من النمو الاقتصادي”، مع زيادة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.5 ٪ سنويًا، وسجلت “مؤشرات عالية للتنمية البشرية” بما في ذلك الوصول الشامل إلى التعليم الابتدائي والثانوي، ولأكثر من 40٪ إلى التعليم الجامعي، وكان متوسط مستوى المعيشة في ليبيا أعلى منه في البلدان الأفريقية الأخرى، فيما وجد حوالي مليوني مهاجر، معظمهم من الأفارقة، عملاً في ليبيا، وتركت الدولة التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا بالإضافة إلى احتياطيات أخرى من الغاز الطبيعي، هوامش ربح محدودة للشركات الأجنبية، بفضل صادرات الطاقة، كما حقق الميزان التجاري الليبي فائضا قدره 27 مليار دولار سنويا.
وأشار إلى أن ليبيا استثمرت نحو 150 مليار دولار في الخارج، وكانت الاستثمارات الليبية في إفريقيا حاسمة في خطة الاتحاد الأفريقي لإنشاء ثلاث منظمات مالية، هي صندوق النقد الأفريقي ومقره ياوندي بالكاميرون؛ البنك المركزي الأفريقي ومقره أبوجا بنيجيريا؛ وبنك الاستثمار الأفريقي ومقره طرابلس، منوها بعمل هذه الهيئات على إنشاء سوق مشتركة وعملة واحدة لأفريقيا.
وقال: “ليس من قبيل المصادفة أن حرب الناتو من أجل هدم الدولة الليبية بدأت بعد أقل من شهرين من قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت في 31 يناير 2011م، في إنشاء صندوق النقد الأفريقي خلال عام، وتم إثبات ذلك من خلال رسائل البريد الإلكتروني من وزيرة خارجية إدارة أوباما، هيلاري كلينتون، التي سلطت الضوء عليها ويكيليكس لاحقًا، حيث أرادت الولايات المتحدة وفرنسا القضاء على القذافي قبل أن يستخدم احتياطيات الذهب في ليبيا لإنشاء عملة أفريقية بديلة للدولار والفرنك، والدليل على ذلك هو حقيقة أنه قبل أن يبدأ المفجرون العمل في عام 2011م، بدأت البنوك العمل”.
وأردف: “لقد استولت على 150 مليار دولار استثمرتها الدولة الليبية في الخارج، واختفى معظمها، وفي السرقة الكبرى، تبرز Goldman Sachs، أقوى بنك استثماري أمريكي، وكان ماريو دراجي نائبًا لرئيسه”.
وتابع: “اليوم في ليبيا، عائدات صادرات الطاقة مكدّسة من قبل مجموعات السلطة والشركات متعددة الجنسيات، في حالة فوضوية من الاشتباكات المسلحة، وانهار مستوى معيشة السكان، وأصبحت ليبيا طريق العبور الرئيسي لتدفق الهجرة الفوضوي إلى أوروبا”.