جون أفريك: ماكرون اعترف أن فرنسا لديها “دينًا” تجاه ليبيا يجب سداده بسبب تدخلها عام 2011

قورينا
أكدت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، المقربة من دوائر الاستخبارات الأوروبية، أنّ فرنسا تستشعر أن لديها دينًا تجاه ليبيا يجب سداده، يعود إلى التدخل عام 2011 لإسقاط النظام الجماهيري، ما أدى لاحقًا إلى عشرية من الفوضى عاشتها البلاد.
واستشهدت المجلة، في تقرير لها، طالعته “أوج”، بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تحدث خلال زيارة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى باريس قبل أيام عن “دين” تحمله فرنسا تجاه ليبيا، مبررًا بذلك دعمه للقيادة الليبية الجديدة التي من المفترض أن تقود البلاد إلى الانتخابات في الكانون/ديسمبر المُقبل.
وقالت المجلة: “علاقات فرنسا مع الحكومة السابقة بقيادة فائز السراج تدهورت بشكل سيئ خلال هجوم خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، واكتشاف صواريخ فرنسية في مناطق كانت خاضعة لسيطرة حفتر، لكن في لقائه محمد المنفي لم يشر الرئيس الفرنسي إلى هذا الجانب البغيض لسياسة فرنسا تجاه ليبيا”، مؤكدة أن “الدَين” المذكور يشير إلى تدخل فرنسا ضد القائد الشهيد معمر القذافي عام 2011م والذي تسبب في “عقد من الفوضى”، بحسب الرئيس الفرنسي.
وعلّق التقرير: “سيكون هناك بالفعل الكثير مما يمكن قوله حول هذا التدخل، حقيقة أن تفويض الأمم المتحدة لم ينص على الإطاحة بالنظام، ومسألة تمويل حملة نيكولا ساركوزي من قبل القذافي، وما إذا كان اغتياله يعكس الرغبة في استبعاد الحلول المقترحة من قبل الاتحاد الأفريقي، وقد أظهر الرئيس الفرنسي في هذه المناسبة أنه قادر على اتخاذ قرار واضح بشأن السياسة الخارجية لفرنسا، وهو موقف لم يكن متكررًا في تاريخ الجمهورية”.
وتابع: “بقدر ما يكون هذا الاعتراف بمسؤولية فرنسا مفيدًا، فإنّ ماكرون قد يكون أخطأ أو تسرع، فقبل كل شيء لم تكن فرنسا الوحيدة التي انطلقت في المغامرة الليبية في عام 2011م، وبالتالي فإن المسؤولية مشتركة، لكن قبل كل شيء فهو إنكار لأي دور لليبيين أنفسهم في إسقاط نظام القذافي” مضيفًا: “مهما كانت مسؤوليتها في الفوضى الليبية لم تكن فرنسا هي التي دفعت الليبيين للتظاهر ضد النظام السابق في عام 2011م”.
وأردفت: “تصريح الرئيس الفرنسي جاء من منطق مُغرٍ، لكنه خاطئ حين اعتبر أنّ الوضع في ليبيا اليوم سيكون نتيجة مباشرة للإطاحة بالنظام في عام 2011م، ونفس الشيء يُسمع عن العراق الذي يعاني عللا كثيرة تُنسب إلى الحملة الأمريكية عليه عام 2003م، كما لو أنه لا ليبيا ولا العراق يعانيان من انقسامات داخلية شديدة بغض النظر عن التدخلات الغربية”.
واستدركت: “الشريط الهزلي لصحفي موقع (ميديابارت) فابريس عرفي، الذي جاء تحت عنوان: ساركوزي القذافي– الأوراق النقدية والقنابل”، صدم القارئ من خلال الأطروحة المتمحورة حول فرنسا، والتي دافع عنها المؤلف، وفكرته أن تدمير ليبيا كان في الأساس نتيجة لتمويل القذافي حملة نيكولا ساركوزي الرئاسية عام 2007م، حيث اختفى الليبيون من المشهد، وبدا أنّ الآراء والقوى الغربية تتخيل أنها تتحكم سلباً أو إيجاباً في مصائر العالم العربي”.
وخلص التقرير إلى القول: “سواء لعبت دورًا جيدًا أو سيئًا في ليبيا، وعلى فرنسا أن لا تنسى أن الليبيين هم الفاعلون الرئيسيون في إعادة وضعهم الخاص في بلادهم، وأن وضع حد لهذا (العقد من الفوضى) الذي ذكره الرئيس الفرنسي هو قبل كل شيء مسؤوليتهم، وما يتفقون عليه هم أنفسهم بالدعوة إلى وضع حد للتدخل الخارجي اللا محدود في بلادهم، بما في ذلك تدخل فرنسا”.