دولي

عبدالباري عطوان: «أردوغان» يَزُجُّ ببِلاده في عُشّ دبابير.. والتواجد التركي بأفغانستان أعمق من حِماية مطار

قال الكاتب والصحفي عبدالباري عطوان، إن حركة طالبان ردّت بقوة وبسُرعةٍ على العرض الرّسمي التركي ببقاء القوّات التركيّة في أفغانستان بعد انسِحاب جميع قوّات حلف النّاتو.

وأضاف «عطوان» أن العرض التركي “جاء بالتّزامن مع اتّصال الرئيس أردوغان بنظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ مُهَنِّئًا، ومُؤكِّدًا أنّ العلاقات بين تركيا وإسرائيل مُهمّة لأمن مِنطقة الشّرق الأوسط واستِقرارها”.

وتساءل «عطوان» في تعليق له عبر مقالة تحليلية بصحيفة «رأي اليوم» على التداعيات الاستراتيجية لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان ومحاولات أردوغان إحلال قواته كبديل للقوات الأمريكية؛ عن طبيعة الصّفقة السِّريّة التي جرى التَّوصُّل إليها بين الجانبين التّركي والأمريكي، والتي تأتي في إطار هوسه وأوهامه في التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كما تساءل عن الثّمن السّياسي والمادّي الذي ستَحصُل عليه تركيا من جرّاء القِيام بهذا الدّور، أيّ دور الوكيل لأمريكا في أفغانستان في المرحلة المُقبلة، وعن علاقة التّقارب الإسرائيلي التّركي المُتوقّع مع هذه الصّفقة.

وتوقع «عطوان» أن يتضاعف عدد القوات التركية في أفغانستان عدة مرات مصحوبًا بمَعدّاتٍ ثقيلة، ومنظومات دفاعيّة صاروخيّة، وطائرات مُسيّرة، مشيراً إلى أن عدد القوات التركية يبلغ الآن 500 جندياً.

وأشار إلى أن التواجد التركي بأفغانستان أعمق من حِماية مطار، خاصّةً أنّ الانسِحاب الأمريكي قد يُؤدِّي إلى حربٍ أهليّة نظَرًا للصّراعات العِرقيّة والطّائفيّة، متسائلاً عمّا إذا كانت الحُكومة التركيّة ستُرسِل قوّاتها إلى أفغانستان لتوسيع نُفوذها، أم ستُجَنِّد “قوّات مُرتزقة” سوريّة وتركمانيّة على غِرار ما فعلت في ليبيا وسورية وأذربيجان؟

وبين أن حركة طالبان تعتبر القوّات التركيّة هدفاً معادياً يُشَكِّل وجودها اختِراقًا لسِيادة البِلاد وأمنها، لأنها تابعة لحلف الناتو الذي حاربته الحركة لأكثر من 20 عامًا، وانتصرت على أمريكا التي تزعّمته وحشدت 160 ألف جُندي في حرب كلّفت تريليونيّ دولار و3500 جندي و25 ألف جريح.

ولفت إلى أن أنّ حركة طالبان أقامت، وتُقيم علاقات قويّة مع الصين وإيران وروسيا التي تُريد الولايات المتحدة استِهدافها في المرحلة المُقبلة ورفضت الحركة شرعيّة “ثوّار الإيغور” ومنعتهم من الانطِلاق في عمليّاتهم ضدّ الصين من أراضيها، وحرّمت هذه العمليّات شرعيًّا.

وأكد «عطوان» أن هذا الرَّد يَعكِس مدى تطوّر الحركة ونُضجها، واستِفادتها من سَنواتِ الحرب العِشرين، وميلها أكثر للبرغماتيّة.

وتابع «عطوان» أن أمريكا خرجت عسكريًّا من أفغانستان ولكنّها لم تَخرُج سياسيًّا، وستَشُنّ حربًا بالإنابة على طالبان وحُلفائها، ولا نَستبعِد استِخدامها لورقة “الإسلام السّياسي” مرّةً ثانية وثالثة في أفغانستان مثلما استَخدمتها في سوريا والعِراق وليبيا ومِصر، وجنّدت مِئات الآلاف من “المُجاهدين” لإخراج السّوفييت من أفغانستان والثّأر لهزيمتها المُهينة في فيتنام.

ولفت «عطوان» إلى أن أردوغان يُريد البقاء في السّلطة بأيّ ثمن، بعد تراجع شعبيّته، ويعتقد أنّ أمريكا وإسرائيل يُمكِن أن يكونا السُّلَّم للوصول إلى هذا الهدف، وإنقاذ الاقتِصاد التّركي من أزَماته لكنه اعتقاد خاطئ.

واختتم الكاتب الصحفي «عبد الباري عطوان» مؤكداً أن أردوغان يَزُجُّ ببِلاده في عُشّ دبابير، وسيَخرُج مِنه مُثْخَنًا باللّسَعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى