سريلانكا على حافة الافلاس .. و كورونا المتهم الرئيسي

تغرق دولة سريلانكا في هاوية الأزمة المالية والإنسانية المتفاقمة، مع ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية، وتزايد أسعار المواد الغذائية والاضطرابات الناجمة عن الأوبئة التي تدفع خزائنها إلى الجفاف،
واوضح تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية إن البلاد بحاجة إلى سداد ما يقدر بنحو 7.3 مليار دولار من القروض المحلية والأجنبية في الأشهر الـ 12 المقبلة.
ويشمل ذلك سداد سندات سيادية دولية بقيمة 500 مليون دولار تستحق في يناير، وأضافت أنه اعتبارًا من نوفمبر بلغ احتياطي العملات الأجنبية المتاح 1.6 مليار دولار فقط.
كان الاقتصاديون المستقلون قد نصحوا الحكومة بالتماس المساعدة من صندوق النقد الدولي، لتجنب أزمة ميزان المدفوعات الوشيكة التي ستواجهها البلاد في الأشهر المقبلة.
ومع ذلك اتخذت الحكومة موقفا متشددا وأعلنت مرارا وتكرارا أنها لن تسعى للحصول على دعم صندوق النقد الدولي وأنها قادرة تماما على التعامل مع الوضع دون دعم خارجي.
بحلول فبراير 2020، أصيب العالم بأسره بجائحة جديدة في شكل هجوم لفيروس كورونا، لم تأخذ سريلانكا التهديد على محمل الجد في البداية ورفضت اعتماد أفضل الممارسات التي اعتمدتها البلدان الأخرى.
مثل بقية الدول ذهبت سريلانكا أيضًا إلى إغلاق طويل الأمد للبلاد وفرضت قيود على السفر، كان الضحية الرئيسي هو الإقتصاد الذي تعرض لانكماش بنسبة 3.6٪ في عام 2020.
وكان القطاع الأكثر تضرراً هو القطاع الخارجي الذي شهد انخفاضاً في الصادرات والتحويلات وتدفقات رأس المال الأجنبي. ونتيجة لذلك بدأت الاحتياطيات الأجنبية في التراجع من جهة، وبدأ الإنفاق الحكومي يتضخم من جهة أخرى.
ولأول مرة بعد عام 1977، فرضت الحكومة ضوابط الاستيراد والتبادل والأسعار على الإقتصاد مما ساهم في زيادة تعقيد المشكلة.
وكانت النتيجة انخفاض احتياطيات النقد الأجنبي إلى 5.7 مليار دولار بنهاية عام 2020 ثم إلى 1.6 مليار دولار بنهاية نوفمبر 2021.
ومع ذلك رفضت الحكومة التماس المساعدة من صندوق النقد الدولي معلنة أن لديها “حزمة سياسات محلية” وأن صندوق النقد الدولي ليس خيارًا لمعالجة قضايا القطاع الخارجي الحادة للبلد.
ومن المعلوم أن قطاع السياحة يساهم بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ومع التوجه للإغلاق وتوقف السياحة العالمية خسر أكثر من 200 ألف شخص مصدر رزقهم، فيما يهاجر الشباب إلى دول أخرى بحثا عن العمل ومعيشة أفضل.
ومن جهة أخرى أقدمت سريلانكا الفترة الماضية على تسديد ديون ضخمة للصين، وهي التي تقترض من بكين ولديها علاقات جيدة مع التنين الأصفر، إلا أنها تجد اليوم نفسها وحيدة.
ولم تعد سريلانكا قادرة على شراء النفط والطاقة، لدرجة أن لديها ديون لدى نيجيريا وايران، وتأمل في أن تسدد ديونها من خلال صادرات الشاي إلى طهران.
#قورينا
#سريلانكا